قفزت أسعار النفط بعد مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني لفترة وجيزة قبل أن تشهد تراجعا دراماتيكيا مع التهدئة التي تلت الحادث، ولم تنجح الصواريخ الإيرانية التي أطلقت ردا على مقتله في رفع الأسعار.
ويتساءل تجار النفط عن الأسباب التي قد تتسبب بارتفاع الأسعار، بالأخص بعد الأزمة الأخيرة.
ومع عودة خام برنت للاقتراب من 65 دولار، قد يكون من المغري أن نستنتج أن السوق قد بلغت ذروتها، بعدما ظنت بعض التقديرات أن السعر قد يفوق 70 دولار للبرميل، وفقا تقرير لصحيفة "فينانشل تايمز".
وقد يرغب بعض التجار في البدء بعرض أسعار النفط المتوقعة، طالما استمرت الولايات الأميركية وإيران في تجنب المواجهة المباشرة، وبقيت الإمدادات دون عائق.
ومن المرجح أن تظل التوترات المحتدمة في الشرق الأوسط داعمة للأسعار في الأسابيع المقبلة. وليس من المؤكد أن الرد الإيراني على مقتل سليماني قد انتهى.
ولا يبدو أن سوق النفط مهددة بالانهيار، لكن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران ستبقي المستثمرين في حالة تأهب.
والصين، التي أجرت الشهر الماضي مناورات بحرية مشتركة مع إيران وروسيا، هي الآن أكبر مشتر للنفط الإيراني وحثت الولايات المتحدة على عدم تصعيد التوتر في الشرق الأوسط.
ورغم أن ترامب قلل من أي تهديدات أخرى من إيران، إلا أن بديل سليماني وعد بالانتقام و"طرد" الولايات المتحدة من المنطقة، ما قد يشير إلى تصعيد محتمل قريبا.
وتخشى دول من تأثر إمدادت النفط، كما تزداد المخاوف من استهداف إيران حركة النفط التي تعبر مضيق هرمز الحيوي.
ويشكل حجم النفط الذي يمر يوميا عبر "هرمز" نحو ثلث سوق النفط العالمية والتي تقدر بـ 1.2 مليار دولار يوميا.
وأكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده أهمية مواصلة الإمدادات النفطية من السعودية إلى اليابان بشكل متواصل ومستقر.
وكانت اليابان في السابق بين أبرز مشتري النفط الإيراني، لكنها توقفت امتثالا للعقوبات الأميركية التي فرضت بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران في مايو 2018.
واستبعد الكاتب ديفيد شيبارد، المتخصص في تغطية المواضيع الخاصة بالطاقة في "فينانشل تايمز" أن ترتفع أسعار النفط أكثر من هذا، على الأقل إن لم تطرأ أي تهديدات على الإمدادات النفطية، مؤكدا أن السوق لا تظهر تهديدا بخطر وشيك.