يمكن أن تزيد إسرائيل صادراتها من الغاز الطبيعي إلى مصر والأردن في الأشهر المقبلة، مع تحركها لبدء الإنتاج في حقل غاز كاريش المتنازع عليه في شرق المتوسط.
وقالت شركة إنرجيان المالكة لحقل كاريش أمس، إنها نقلت سفينة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ إلى المنطقة، وهي خطوة قالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، إنها ستجعل البلاد "قوة في قطاع الغاز الطبيعي" وستسمح لها بزيادة الصادرات إلى مصر.
وذكرت الشركة أن الغاز سيبدأ في التدفق بنهاية الربع الثالث من هذا العام، بعد إعداد السفينة واختبار خط الأنابيب، وسيجعل هذا حقل كاريش ثالث حقل غاز إسرائيلي، لينضم إلى حقلي تمار وليفياثان، وكلاهما يصدر الغاز إلى مصر، وفقا لتقرير ضمن نشرة "إنتربرايز".
وتواجه إسرائيل اعتراضا لبنانيا، حيث وجهت بيروت أمس تحذيرا لتل أبيب من التنقيب في الحقل الذي تقول بيروت إنه يقع ضمن حدودها البحرية. وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن السفينة عبرت إلى منطقة متنازع عليها، وإن أي نشاط سيُفسر على أنه "عمل عدائي".
ومن جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، إنه سيدعو وسيطا أميركيا إلى بيروت للحديث حول "استكمال المفاوضات" التي بدأت في عام 2020 حول المنطقة المتنازع عليها لمنع أي "تصعيد"، مضيفا أن لبنان يسعى لحشد دعم الأمم المتحدة لموقفه، وفقا لرويترز.
وحتى الآن تنفي إسرائيل أن تكون السفينة دخلت منطقة متنازعا عليها، وقالت الحرار إن هذه الخطوة لا تعد تعديا على الإطلاق على المياه الإقليمية اللبنانية، كما استبعدت احتمالية تصاعد الخلاف.
وتتطلع إسرائيل ومصر للاستفادة من أزمة الطاقة في أوروبا.
ومن المقرر أن يوقع البلدان اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من هذا الشهر لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال عبر المتوسط، في الوقت الذي يسارع فيه الاتحاد للعثور على موردين جدد وتخفيف اعتماده على الغاز الروسي.
وتعهد الاتحاد الأوروبي بحظر معظم وارداته من النفط الروسي بنهاية العام الحالي، وقال إنه سيتوقف بشكل كامل عن استخدام الغاز الروسي بنهاية العقد الحالي. وتوفر موسكو حاليا حوالي 40% من الاستهلاك السنوي للغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي.
كما تتطلع مصر إلى بناء محطات وخطوط أنابيب جديدة للغاز الطبيعي المسال لزيادة حجم الصادرات إلى أوروبا. ومن المقرر البدء في أعمال إنشاء خط أنابيب الغاز الذي يصل مصر بقبرص خلال هذا العام، كما أجرت مصر محادثات مع اليونان حول مد خطوط أنابيب بين البلدين.
ويوجد في مصر مصنعان فقط للإسالة، ولا يوجد حاليا خطوط أنابيب تربطها بأوروبا. وفي خطة صدرت في وقت سابق من هذا الشهر، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيستثمر 12 مليار يورو في إنشاء خطوط الأنابيب ومنشآت للغاز الطبيعي المسال لزيادة إمداداته من الغاز من منتجين آخرين مثل مصر وإسرائيل.
وتورد إسرائيل حاليا الغاز إلى مصر عبر خط أنابيب شرق المتوسط الذي يمتد بين عسقلان والعريش، والذي تبلغ طاقته السنوية التقريبية 7 مليارات متر مكعب. وشرعت تل أبيب مؤخرا في تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر عبر خط الغاز العربي للمرة الأولى، ومن المستهدف أن تصل صادرات الغاز ما بين 2.5 و3 مليارات متر مكعب من الغاز هذا العام، وأن تصل إلى 4 مليارات متر مكعب في المستقبل.