رغم حسم منافسة الدوري الإنجليزي في الدقائق الأخيرة بصدارة مانشستر سيتي لجدول الترتيب هذا العام، إلا أن هذا النجاح لم يأت من فراغ، خاصةً بعدما استطاع النادي تحقيق 4 ألقاب للدوري في السنوات الخمس الماضية، ليطرح تساؤلاً حول العلاقة التي تربط بين الاستثمار في صفقات اللاعبين، وتحقيق الألقاب.
فمنذ أن استحوذت مجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار على مانشستر سيتي في عام 2008، قامت القيادة الجديدة للنادي برئاسة خلدون المبارك بتحويل النادي من فريق متوسط المستوى إلى قوة ضاربة كروية عالمية، حيث فاز بستة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز في السنوات العشر الماضية. ولطالما كان نجاح سيتي موضع شك، لأنه لم يكن ليكون ممكناً بدون القوة المالية.
ووفقاً للبيانات التي جمعتها شركة "Statista"، واطلعت عليها "العربية.نت"، فإن مانشستر سيتي، كان أكثر أندية كرة القدم العالمية إنفاقاً للأموال على الانتقالات على مدار الـ 14 عاماً الماضية تحت ملكية مجموعة أبوظبي للاستثمار.
وحسب موقع Transfermarkt.com، وهو موقع ألماني متخصص في انتقالات كرة القدم، فإن صافي نفقات الانتقالات لمانشستر سيتي (الفارق بين ما أنفقه النادي مطروحاً منه عائدات بيع اللاعبين) منذ عام 2008 يصل إلى 1.44 مليار يورو (1.53 مليار دولار)، متجاوزاً منافسه المحلي مانشستر يونايتد بمقدار 400 مليون يورو، ونادي النجوم الحالي باريس سان جيرمان المملوك للقطري ناصر الخليفي.
ولا يقلل ذلك من شأن إنجازات سيتي. فبالتأكيد "المال لا يسجل الأهداف" كما قال أسطورة التدريب الألماني أوتو ريهاغل في عام 1995. إذ إنه بالمقارنة بين ناديي مدينة مانشستر يوضح أن المال وحده لا يضمن النجاح. فمنذ أن تقاعد السير أليكس فيرجسون في عام 2013، كافح مانشستر يونايتد من أجل الارتقاء إلى مستوى اسمه، على الرغم من إنفاقه ما يقارب المبلغ الذي ينفقه منافسه المحلي.
كما أن المنافس الأبرز لمانشستر سيتي (نادي ليفربول) والذي حصد لقبين للكأس هذا العام وابتعد بفارق نقطة واحدة عن الصدارة في دقائق مثيرة حبست أنفاس متابعي كرة القدم العالمية، لم يكن ضمن المراكز التسع الأولى في حجم الإنفاق.
وحتى منافسه على لقب دوري أبطال أوروبا (نادي ريال مدريد) حل في المرتبة الأخيرة من حيث حجم الإنفاق على الانتقالات خلال هذه الفترة بصافي 458 مليون يورو، وهو الذي حسم بطولة الدوري الإسباني مبكراً.