يجري مسؤولون من الولايات المتحدة والصين محادثات لتسوية نزاع طويل الأمد بشأن امتثال الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة لعمليات التدقيق، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز" عن 3 مصادر لم تسمها، واطلعت عليه "العربية.نت".
وهذه هي المرحلة الأخيرة لحل المشاكل الخلافية العالقة، وفي حال فشل التوصل إلى تسوية، فقد تعد نهاية إدراج الشركات الصينية في بورصات نيويورك.
يأتي ذلك، فيما نفى مجلس الرقابة على محاسبة الشركات العامة الأميركية (PCAOB) تقريراً سابقاً لرويترز قال إن فريقاً من الوكالة وصل إلى بكين لإجراء محادثات.
وأضافت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) هذا الأسبوع أكثر من 80 شركة، بما في ذلك شركة التجارة الإلكترونية العملاقة JD.com، وشركة China Petroleum & Chemical، إلى قائمة الشركات التي تواجه احتمال الشطب.
وقالت المصادر إن المحادثات بين المسؤولين من PCAOB ونظرائهم في لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية (CSRC) يمكن وصفها بأنها "مرحلة متأخرة" بعد أن قدمت الصين تنازلات في الأشهر الأخيرة.
لكن المتحدث باسم PCAOB قال "التقارير الأخيرة التي تفيد بأن مسؤولي PCAOB موجودون حالياً في الصين، أو أن مسؤولي PCAOB كانوا في الصين في وقت سابق من هذا العام لإجراء مفاوضات وجهاً لوجه غير صحيحة. لم يرسل PCAOB أي أفراد إلى الصين منذ عام 2017".
وقال إن المجلس يواصل المحادثات مع السلطات الصينية لكن "التكهنات بشأن اتفاق نهائي ما زالت سابقة لأوانها. ونتيجة لذلك، يخطط PCAOB لسيناريوهات مختلفة".
لطالما كانت السلطات في الصين مترددة في السماح للمنظمين الأجانب بتفتيش الدفاتر المحاسبية للشركات المحلية، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وقالت مصادر لرويترز الشهر الماضي إنه تم تشكيل إطار عمل أولي للتعاون في الإشراف على التدقيق بين البلدين.
ووصل الخلاف حول الرقابة على عمليات التدقيق على الشركات الصينية المدرجة في نيويورك، والذي استمر لأكثر من عقد من الزمان، إلى ذروته في ديسمبر عندما أنهت لجنة الأوراق المالية والبورصات قواعد شطب الشركات الصينية بموجب قانون محاسبة الشركات الأجنبية. وقالت إن هناك 273 شركة معرضة لخطر الشطب لكنها لم تذكر اسمها.
اعتباراً من يوم الجمعة، حدد "PCAOB" 128 شركة صينية معرضة لخطر الشطب.
بدوره، قدّر بنك غولدمان ساكس في مارس أن المستثمرين المؤسسيين الأميركيين يمتلكون ما قيمته 200 مليار دولار من شهادات الإيداع الأميركية لشركات صينية.
بالإضافة إلى التنازلات من قبل المنظمين الصينيين، كانت هناك علامات أخرى على أن الصفقة وشيكة.
وفي أواخر مارس، قالت المصادر إن لجنة CSRC طلبت من بعض الشركات المدرجة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مجموعة علي بابا، وبايدو، وجيه دي، الاستعداد لمزيد من إفصاحات التدقيق.
وفي أواخر الشهر الماضي، قال نائب رئيس CSRC، فانغ شينغهاي، إنه يتوقع إبرام اتفاق في المستقبل القريب.