يعمل مبرمجو الذكاء الصناعي حاليا على تطوير برامج جديدة، قادرة على الكشف عن المتحرشين بداخل محيط العمل، دون علمهم.
وتعتمد البرامج الذكية على رصد المتحرشين، من خلال متابعة نصوص رسائلهم الإلكترونية التي يرسلونها إلى زملائهم، وذلك بعد ظهور حركة "مي تو" قبل عامين في الولايات المتحدة، إثر اتهامات التحرش الجنسي التي طالت المنتج الأمريكي، هارفي وينستين، بحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وتستخدم "روبوتات رصد التحرش"، خوارزمية مدربة لتحديد وجود تعديات محتملة بين نصوص الرسائل ومحادثات الدردشة، بما في ذلك التحرش الجنسي، ثم يتم تحليل تلك البيانات إلى مؤشرات مختلفة، من أجل تحديد حجم المشكلة القائمة، وفقا لما تنص عليه منظمة العفو الدولية، ثم يتم إرسال المشكلة إلى المحامي أو مدير الموارد البشرية لإجراء تحقيق مع الموظف المسيء.
ولكن يؤكد صناع هذه البرامج الذكية، أنه من الصعب، تحديد أشكال المضايقات وتعابيرها اللغوية بشكل واضح، كما يقول الأستاذ براين سوبيرانا، وهو محاضر في منظمة العفو الدولية بجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن "فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي لاستئصال المضايقات كانت واعدة، على الرغم من أن قدرات الروبوتات مازالت محدودة".
وتابع "سوبيرانا" موضحا: "هناك نوع من المضايقات التي تتسم بالذكاء الشديد ويصعب للغاية التقاطها، لكن لدينا هذه الدورات التدريبية [حول المضايقات] في هارفارد، وتتطلب نوعا من الفهم الذي لم تعد منظمة العفو الدولية قادرة على فهمها بعد".
وذكرت صحيفة "ذا غارديان" أن ثلث المحاميات في بريطانيا إلى الإبلاغ عن تعرضهن للتحرش الجنسي.
وأعرب براين سوبيرانا عن قلقه من أنه إذا تم الإبلاغ عن مراسلات الموظفين، من جانب "روبوتات رصد التحرش"، فقد يؤدي ذلك إلى خلق مناخ من عدم الثقة بداخل محيط العمل، كما أن هذا قد يحفز الجناة على كيفية خداع البرامج الذكية، باللجوء إلى وسائل اتصال الأخرى التي لا يتم رصدها بواسطة برامج الروبوت.
أيضا من الشواغل الأخرى بشأن البرامج الذكية الجديدة لرصد التحرش، هو حماية سرية البيانات التي يتم جمعها، إذ شدد سوبيرانا أنه إذا ارتكب البرنامج خطأ ما، وتم تسريب البيانات، فمن الممكن أن ترى شركات منافسة الاتصالات الداخلية بين الموظفين.