الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - لهذا السبب حفر الأميركيون نفقاً تحت سفارة موسكو بواشنطن

لهذا السبب حفر الأميركيون نفقاً تحت سفارة موسكو بواشنطن

الساعة 11:33 صباحاً

 

بالقرن الماضي، عاش العالم على وقع الحرب الباردة التي وضعت المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة المعسكر الشرقي الذي تزعمه الاتحاد السوفيتي. وإضافة لسباق التسلح والحروب بالوكالة التي نشبت بين المعسكرين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مثلت عمليات التجسس ركيزة من ركائز الحرب الباردة حيث حاولت كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي جمع أكبر ممكن من المعلومات الحساسة عن الطرف الآخر.

جانب من شارع وسكنسن بواشنطن

جانب من شارع وسكنسن بواشنطن

خطة مونوبولي

وإضافة لحادثة المجسم الخشبي الذي احتوى جهاز تنصت وقدم كهدية للسفارة الأميركية بموسكو عام 1945، اعتمدت الولايات المتحدة الأميركية خلال السبعينيات على طريقة غريبة للتجسس على السفارة السوفيتية بواشنطن التي شكك مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي في إمكانية نقلها لمعلومات حساسة لموسكو.

صورة لجهاز تنصت سوفيتي قدم كهدية لسفارة أميركا عام 1945

صورة لجهاز تنصت سوفيتي قدم كهدية لسفارة أميركا عام 1945

مادة اعلانية

عام 1977، اتجهت السفارة السوفيتية بواشنطن لنقل مقرها لتستقر بشارع وسكنسن (Wisconsin) الذي ضم عددا هاما من المرافق. وفي خضم هذه الأحداث، تخوف مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن الأميركية من عمليات تجسس يقودها العاملون بالسفارة السوفيتية، اعتمادا على تكنولوجيا متطورة، للتنصت على البيت الأبيض والكونغرس بهدف نقل معلومات حول قرارات سيادية نحو المسؤولين السوفيت بموسكو.

صورة لمبنى السفارة الروسية الحالية بواشنطن

صورة لمبنى السفارة الروسية الحالية بواشنطن

وأملا في مراقبة الدبلوماسيين السوفيت، اشترى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي الأميركية العديد من المنازل والمباني الأخرى القريبة من السفارة. وإضافة لذلك، وضع المسؤولون الأميركيون خطة مونوبولي (Monopoly) التي اتجهوا من خلالها لحفر نفق تحت سفارة الاتحاد السوفيتي أملا في سماع ما يجري بداخلها والتنصت على حوارات العاملين بها. ولإنجاح هذه العملية، تعاقد الأميركيون مع مسؤول بناء واتجهوا لإنفاق مئات آلاف الدولارات على النفق الذي استغرق بناؤه سنوات عديدة.

فشل الخطة

 

 

إلى ذلك، مثّلت خطة مونوبولي فشلا ذريعا لمكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي الأميركية. فأثناء فترات البناء، غمرت المياه النفق مرات عديدة وعطلت الأشغال وهدمت أحيانا أجزاء منه. أيضا، واجهت وكالة الأمن القومي الأميركية مصاعب في تشغيل معداتها داخل النفق تزامنا مع عجز عملائها وموظفيها عن تحديد موقعهم تحت مبنى السفارة حيث وجدوا أنفسهم مرات عديدة تحت غرف الحمام والأرشيف والمخزن.

عام 1989، عرفت خطة مونوبولي نهايتها عقب كشفها من قبل الاتحاد السوفيتي. فخلال ذلك العام، انشق العميل الأميركي روبرت هنسين (Robert Hanssen) عن الإدارة الأميركية وأطلع المسؤولين السوفيت على وجود نفق خصص لأغراض تجسس، تحت سفارة بلادهم بواشنطن.

مع كشف خطة مونوبولي وانهيار الاتحاد السوفيتي، أقدم الأميركيون خلال تسعينيات القرن الماضي على إغلاق هذا النفق.