أثارت تصريحات نجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بلال، الكثير من الجدل بعدما انتقد رغبة الشباب الأتراك بالهجرة إلى الخارج والحصول على وظائف هناك رغم أنه لم يعارض ذلك صراحةً، لكنه اعتبر أن من يحظى براتب 3 آلاف دولار أميركي في الخارج لن يستطيع من خلالها تأمين معيشة أفضل من تلك التي يحظى بها في تركيا.
وجاءت تعليقات نجل الرئيس التركي الذي قضى 15 عاماً من حياته في الخارج متنقلاً بين الولايات المتحدة وإيطاليا، والذي يحظى بعضوية المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة الشباب التركية (TÜGVA)، في وقتٍ تزيد فيه رغبة الشباب الأتراك بالهجرة لخارج البلاد على خلفية الأزمة الاقتصادية الراهنة وارتفاع معدّلات البطالة والتضخّم.
وقال بلال أردوغان حرفياً يوم أمس، إن "من يكسب 3 آلاف دولار شهرياً في الولايات المتحدة لا يعيش أفضل من الذي يكسب 5 آلاف ليرة في تركيا"، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلّية، وكذلك بحسب ما جاء في الفيديو الذي نُشر بعد مشاركته في ندوة شبابية.
وانهالت التعليقات الساخرة على نجل الرئيس التركي في مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحاته تلك خاصة أنه اعترف فيها ببقائه خارج تركيا لنحو عقدٍ ونصف، بحسب ما رصدت "العربية.نت"، فكتبت شابة تركية على موقع "تويتر" يتابعها عشرات الآلاف بشكلٍ ساخر: "ربما يعتقد بلال أردوغان أن الليرة التركية الواحدة تساوي دولاراً واحدا!".
في حين تساءل آخرون عن الوظيفة التي يمكنهم أن يكسبوا من خلالها شهرياً مبلغ 3 آلاف دولار في تركيا، أي ما يعادل 44520 ليرة تركيّة، وهو مبلغ يعتبر ضخماً في بلدٍ يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور 4250 ليرة، ما يعادل نحو 287 دولارا أميركيا.
وكان نجل الرئيس التركي قد قال في تصريحاته مخاطباً الشباب الذين يرغبون بالدراسة في الخارج:" بالطبع بإمكانكم القيام بذلك وسيكون أمراً رائعاً، لكن دعونا دوماً أن نضع في اعتبارنا العودة لبلدنا لاحقاً"، مضيفاً أن "لا حرج في الرغبة في السفر إلى الخارج".
وكشف قائلاً خلال مشاركته في ندوةٍ شبابية أقامتها المؤسسة التي يحظى بعضوية مجلس إدارتها أمس الجمعة بمدينة نيدا: "لقد أمضيتُ 15 عاماً في الخارج وعشت في أميركا وإيطاليا. عندما كنت أعمل في أميركا، كان هناك قول مأثور بين الأتراك، كانوا يقولون إن الشخص الذي يبقى هنا لمدة 10 سنوات لن يعود. لكن لا يمكن للجميع البقاء لمدة 10 سنوات. هناك من لا يستطيع الصمود، وهناك من لا يستطيع أن يتأقلم".
كما انتقد بلال أردوغان الحياة في الولايات المتحدة، مؤكداً أن "هناك العديد من الصعوبات، فالحصول على الخبز يكون صعباً للغاية، بالأحرى أنت تُخرج لقمتكَ من فم الأسد في أميركا، حيث لا يوجد فهم للرفاهية كما هي الحال في البلدان الأوروبية".
ومع ذلك اعتبر أنه "لا ضير من السفر إلى الخارج من أجل كسب المعرفة والخبرات التي لا يمكن إيجادها في تركيا"، مشدداً في خطابه الموجّه للشباب التركي أن "العيش في الخارج لن يبدو كما تراه الآن، وستكتشف ذلك بنفسك لاحقاً".
وسبق أن كشفت استطلاعات للرأي في وقتٍ سابق من العام الجاري، أن 70% من الشباب الأتراك يرغبون بمغادرة البلاد إما للدراسة أو لتأمين فرص عمل أفضل في الخارج.