دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطات العراقية إلى حماية السفارة في بغداد، مؤكداً أن إيران ستكون مسؤولة عن أي هجوم على السفارة الأمريكية ببغداد.
ونقلت شبكة “سكاي نيوز” عن مراسلها نبأ حرق مرآب السفارة الأمريكية من قبل مناصري “حزب الله” العراقي، والحشد الشعبي، فيما طالب رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي المحتجين بمغادرة محيط السفارة الأمريكية فوراً، وقامت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وفي وقت سابق، نقلت “رويترز” عن مسؤولين في وزارة الخارجية العراقية أنه تم إجلاء السفير الأمريكي وموظفين آخرين من السفارة قبل أن يتمكّن محتجّون من اقتحام حرم السفارة.
وكان قد قال “عبدالمهدي” في بيان: “نطلب من الجميع المغادرة فوراً بعيداً عن هذه الأماكن، ونذكر أن أي اعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية، وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات”.
وأكد رئيس الوزراء العراقي في بيانه على أن “المراسم المهيبة لتشييع الشهداء جزء من الوفاء لدمائهم الزكية الغالية، لكن بعيداً عن الاحتكاك بمباني السفارات التي تقع مسؤولية حمايتها وتأمينها على عاتق الحكومة العراقية”.
وجدد “عبدالمهدي” التأكيد على أن “الضربة الأمريكية على قطعاتنا العسكرية يوم 29/ 12/ 2019، تمّت إدانتها من قبل الحكومة بأعلى المستويات، واتخذت الحكومة سلسلة إجراءات وتدابير لمعالجة الوضع، بما يؤمن سيادة العراق وأمن مواطنيه”.
وجاء بيان “عبدالمهدي” بعد ساعات من اقتحام العشرات من مؤيدي مليشيات كتائب “حزب الله” العراقية مجمع السفارة الأمريكية في بغداد، بعد أن حطموا بابها ودخلوها عنوة، مما أدى إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع.
وأضرم المحتجون النيران في ثكنات الحراسة الموجودة في محيط السفارة، وأحرقوا أعلاماً أمريكية، في وقت تصاعدت النيران وسحب الدخان من داخل المجمع في المنطقة الخضراء المحصنة.
وجاء الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد، عقب غارات جوية نفذتها طائرات أمريكية، وأسفرت عن مقتل 25 مسلحاً من مليشيا كتائب “حزب الله” المدعومة من إيران في العراق، ردّاً على مقتل متعاقد أمريكي الأسبوع الماضي في هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية عراقية ألقي باللوم فيه على المليشيات.
ودخل عشرات المتظاهرين داخل المجمع بعد تحطيم البوابة التي تستخدمها السيارات لدخول مجمع السفارة، وتمكن مئات المحتجين من الوصول إلى الممر المؤدي إلى المبنى الرئيسي، لكن المتظاهرين كانوا لا يزالون على بعد نحو 200 متر من المجمع.
وعلق المتظاهرون ملصقاً على الحائط يقول: “أمريكا معتدية”، وانضم بعض قادة فصائل المليشيات الموالية لإيران إلى المحتجين، من بينهم هادي العامري، زعيم مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران.
وظهر ياسين الياسري، وزير الداخلية العراقي، أمام السفارة، وسار حولها لتفقد الموقع، وقال إن رئيس الوزراء كان قد حذر من أن الهجمات الأمريكية على المليشيات سيكون لها عواقب وخيمة، وفق ما ذكرت “أسوشيتد برس”.