قال تقرير حديث صادر من شركة «سبائك مصر» إن هناك عاملين رئيسين يؤهلان أسعار معدن الذهب عالمياً للعودة للصعود وحصد مكاسب جديدة وفي مقدمتها عودة روسيا للتوسع في غزو أوكرانيا إضافة لتوالي صدور بيانات تؤكد ارتفاع التضخم بوتيرة سريعة عن ذي قبل.
وبدوره، قال رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، إن استمرار التوقع في الحرب الروسية على أوكرانيا ومن ثم زيادة الاضطرابات الجيوسياسية من العوامل الرئيسية التي ستدفع المعدن الأصفر للصعود في الفترة المقبلة.
وأوضح أن تعاملات الخميس في المعدن الأصفر خير دليل على ذلك حيث أدت أنباء بدء الهجوم فجر الخميس لانتشار الخوف والهلع بالأسواق المالية، والاندفاع نحو حيازة الذهب، استعداداً لموسم التضخم الذي ستجره الحرب على العالم، حيث يعتبر الطرفان، الروسي والأوكراني سلة غلال العالم.
وأكد أنه وبلا شك ستدفع الحرب أسعار السلع لمزيد من الارتفاع، مشيراً إلى أن ذلك يأتي عقب الارتفاع الجنوني الذي تسببت به السياسة النقدية الأمريكية المتساهلة، مما يزيد من الضغوط على كاهل الأسر حول العالم.
وأوضح أن ذلك هو ما أدى لفتح الشهية لدى المستثمرين بأسواق المال لانتهاز الفرصة لتحقيق عوائد جيدة من خلال المراهنة على ارتفاع المعدن الأصفر، الذي واصل الارتفاع حتى لامس أعلى مستوى له منذ أغسطس 2020 عند 1973.85 دولار للأوقية.
وأشار إلى أن من العوامل التي تؤهل المعدن الأصفر للصعود ارتفاع التضخم حيث ما زال شبحه يخيم على أجواء الاقتصاد العالمي، وارتفعت حدته مع إطلاق أول رصاصة في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث ارتفعت أسعار السلع بشكل عام، فالقمح مثلاً سجل ارتفاعاً بحوالي 6% في يوم واحد.
وبين أن ذلك هو ما يضغط على القوة الشرائية للعملات المحلية عموماً، ويدفع عموم المواطنين والمستثمرين إلى اتخاذ التدابير المناسبة لحفظ قيمة المال، ويأتي شراء الذهب على رأس تلك التدابير.
وأكد أن الإشارات التي يرسل بها مسؤولو الفيدرالي الأمريكي في أحاديثهم الصحفية التي تم بثها خلال الأسبوع، تؤكد عن قرب رفع الفائدة، وضرورة ذلك لكبح التضخم المرتفع، إلى ترسيخ حالة ذهنية لدى الأسواق بأن رفع الفائدة حتمي، وسيكون بوتيرة كبيرة، وتساهم تلك الحالة الذهنية، دون اتخاذ قرار فعلي في التوجيه بشكل فعال إلى حد كبير لشراء الذهب لحين اتضاح الصورة بالأسواق العالمية.
وأشار إلى أنه رغم أنه تاريخياً، يدفع رفع الفائدة إلى تراجع الذهب، إلا أن مسؤولي الفيدرالي نجحوا في إيصال رسالة عكسية، في مسعى لتجنيب الأسواق المالية صدمة كالتي حدثت في 2007-2008، وهو ما سيؤدي لانتشار عدوى التخارج من السوق لصالح الملاذات الآمنة بالأصول المادية ويأتي الذهب على رأسها.
وتوقع أنه مع استمرار تلك البيئة التضخمية، وعدم اتخاذ تدابير حاسمة لوقف ذلك التضخم المفرط سيساهمان بالتأكيد في استمرار ارتفاع أسعار الذهب، مشيراً إلى أهمية اجتماع الفيدرالي الأمريكي القادم، والذي سيحدد شكل السياسة النقدية القادمة.
وأكد أن تحركات الأسعار قد تعاني تقلبات كثيرة على طول خط المسار الصاعد بثبات منذ أغسطس 2021، لكنها عموماً تحقق ارتفاعات بشكل مستمر.