الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - أخبار العالم - ماذا تعرف عن المحراب النبوي بالروضة الشريفة؟ هنا التفاصيل..

ماذا تعرف عن المحراب النبوي بالروضة الشريفة؟ هنا التفاصيل..

الساعة 11:26 مساءً

 

يعد المحراب النبوي أحد محاريب المسجد النبوي الستة، ويقع في الروضة الشريفة على يسار المنبر.

 

وفي هذا الشأن، قال أستاذ الآثار الإسلامية المساعد ووكيل كلية السياحة والآثار للتطوير والجودة في جامعة الملك سعود، الدكتور محمد السبيعي لـ"العربية.نت" إن "المحراب النبوي هو موضع مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، حينما تحولت القبلة إلى جهة الكعبة المشرفة، حيث صلى الرسول إلى الأسطوانة المسماة بأسطوانة عائشة بضعة عشر فرضاً ثم بعد ذلك تقدم وسلم إلى مصلاه في المحراب".

 

 

 

وأضاف "لم يكن في زمن النبي محراب مبني، إلا أنه بعد وفاته وضعت علامة تدل على موضع مصلاه وهو عبارة عن أسطوانة يُطلق عليها اسم المخلقة وتقع على يمين المصلى". وأوضح أن العلماء اهتموا بتحديد موضع المصلى وتواتر العلم بذلك وتم الإجماع على أنه لم يغير بتقديم وتأخير.

 

وقال: "مع مرور الزمن أصبحت هيئة موضع مصلى النبي صلى الله عليه وسلم عبارة عن شبه حوض صغير منخفض عن موقف المأمومين نحو ذراع، ويُنزل إليه بدرجة، وهذا الانخفاض كان بسبب ترخيم المحراب، وتكاثر الرمل المفروش بالروضة، كما كان أمام هذا الحوض خشب منقوش يأخذ الشكل المجوف ويستند على أخشاب واقفة".

 

وتابع: "تشير بعض المصادر الإسلامية إلى أن النجارين أبدعوا في صناعة هذا المحراب، ومكتوب بداخله في الجهة التي تقابل وجه الإمام البسملة، ثم آية الكرسي، وعلى ظاهر باب المحراب مكتوب بعد البسملة قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.

 

وقال الدكتور محمد السبيعي: "كما تشير هذه المصادر الى أن المحراب كان مصبوغا باللازورد، وعليه تذهيب جميل وصف بأنه يشغل الناظر إليه، كما جاء أيضاً في وصف هذا المحراب أن في داخله كسوة جليلة من الحرير من جنس كسوة الحجرة الشريفة ذات طراز منسوج.. وكان في أعلى المحراب وعن يمنيه وشماله مع امتداد الروضة مغارز لوضع القناديل الصغيرة التي تُسرج في بعض الليالي".

 

ووأكمل قائلاً: "يبدو أن زمن ظهور المحراب بهذه الهيئة هو بعد حادثة حريق المسجد الأول سنة 654 هجرية"، مرجحا أن من أمر بصناعة هذا المحراب هو السلطان الظاهر بيبرس الذي أولى عمارة المسجد النبوي اهتماماً كبيراً، ومن ضمنها إرساله المنبر سنة 666 هجرية الذي امتاز بدقة الصناعة، مستبعدا قيامه بالاهتمام بالمنبر دون المحراب.

 

وأشار إلى أن المحراب النبوي ظل على هذه الهيئة حتى حدوث الحريق الثاني للمسجد النبوي سنة 886 هجرية، فأمر السلطان الأشرف قايتباي بعمل محرابٍ جديدٍ يحتوي على رخام ملون بديع الشكل، وهو أبهى منظراً من المحراب الأول.. "ولم يزل المحراب الذي أمر ببنائه الأشرف قايتباي موجوداً على مر العصور، وقد أُجريت عليه كثير من التجديدات والإصلاحات، ولا يزال قائماً حتى يومنا هذا، ويحتفظ بكتابات وزخارف تتسم في غالبها بالطراز المملوكي، ومجمل كتابات المحراب آيات قرآنية ونقش تأسيسي لم يطرأ عليها منذ كتابتها أي تغيير يذكر".