تدفع الرغبة في الجمال والشكل المثالي كثيراً من الفتيات إلى مستحضرات التجميل والتركيبات الصناعية، كالرموش والأظافر وصبغات الشعر، باعتبارها الخيار الأسرع، إلا أن ذلك يهدد بعدة أمراض تبدأ بالحساسية وتنتهي بالسرطان.
ولا تخلو حقيبة أي فتاة من المستحضرات أو الأدوات التي تبرز جمالها، إلا أن بعض الدراسات كشفت عن خطورة استخدام الأظافر الصناعية وصبغات الشعر وكذلك الرموش الصناعية، واعتبرتها خطرا محتملا وسببا لأنواع مختلفة من السرطان.
الحناء وانتفاخ الجلد
ترى الدكتورة مهيرة حمدي، أستاذة الأمراض الجلدية بكلية الطب جامعة عين شمس، أن هذه المستحضرات هي أسرع طريق للأمراض، لأنها تحتوي على مواد كيماوية خطيرة -تغفلها جميع الفتيات-، بدءا من تهيج الجلد والحساسية، مؤكدة أنها تستقبل في عيادتها يوميا عشرات الفتيات اللاتي تعاني من هذه الأمراض بسبب الحناء "المرسومة وتركيبات الأظافر الصناعية التي تحتوي على مواد خطيرة تدمر الصحة، مضيفة: "أي مادة كيماوية تسبب حساسية وانتفاخ للجلد، ومشكلات أكبر من ذلك بكثير، فابتعدوا عنها".
وبخصوص الرموش والأصباغ، ذكرت أستاذة الأمراض الجلدية لـ"العين الإخبارية" أنه يمكن وضع الرموش في المناسبات فقط، لكن وضعها باستمرار يقضي على الرموش الطبيعية.
الأصباغ والحساسية
أما الأصباغ، فأوضحت "حمدي" أنها الأكثر شعبية لكنها سامة، حيث تخترق المواد الكيميائية بها جذور الشعر حتى يتم استبداله، لكنها تحتوي على مواد ضارة، كما أن لها عدد من الآثار الجانبية، مثل الحساسية أيضا، فمثلا يجب على الأشخاص الذين لديهم حساسية الجلوتين توخي الحذر أثناء استخدام الصبغات لاحتوائها على بعض عناصر الجلوتين، وليس بالضرورة أن تظهر الأعراض على الفور، فقد تظهر بعد بضع ساعات أو حتى بعد يوم، كما تسبب تهيج الجلد المتمثلة في الحكة وإحمرار فروة الرأس، وحرقان، وقروح، وعدم الراحة. وتضيف "الصبغات تسبب جفاف وتقصف الشعر الذي يعد من أكثر الأمور شيوعا، بسبب تعرض نسيج الشعر للجفاف الذي يحدث التقصف فيما بعد، نتيجة الاستخدام المتواصل لألوان الشعر وبالتالي يصبح الشعر هشا وضعيفا؛ بسبب كمية المواد الكيميائية الموجودة في منتجات تلوين الشعر.
وتابعت: "كما تسبب الربو، بسبب مادة الأمونيا الموجودة بالصبغات، هي واحدة من أسباب نوبة الربو بجانب غيرها من المشكلات مثل التنفس، والتهاب الحلق، والسعال المستمر والصداع والأمراض التنفسية".
ونصحت الدكتورة مهيرة بالبعد عن الاستخدام المفرط لهذه المنتجات، قائلة "اعتمدوا على الأشياء الطبيعية، وتعاملوا بحكمة مع بشرتكم".
الرموش وقرحة العيون
أما الدكتورة ماريان جرجس، أستاذ طب العيون، فحذرت من هذه الأدوات، مؤكدة أنه على أي فتاة معرفة أضرار الرموش الصناعية لتحمي نفسها من أخطارها، مضيفة أن الرمش هو الشعر الذي ينمو على حافة الجفن وتحمي الرموش العين من أي شوائب توجد في الجو وتضر العين، لكن استخدام الرموش الاصطناعية تعرضك لكثير من المخاطر الكارثية.
وأضافت ماريان في تصريحات خاصة قائلة "يتم بيع أكثر من 4 ملايين زوج من الرموش الاصطناعية كل عام"، معتبرة ذلك "جريمة" لأنها تسبب مخاطر كارثية للجفون والرموش الطبيعية.
هل هناك استعمال آمن؟
وأوضحت أن هذه المنتجات ليس لها أي استعمال آمن، ومرفوض استخدام أي شيء صناعي، كما أن التركيب يحتاج إلى نوع من الملصقات يضر القرنية، ويسبب قرحا والتهابات بها وحساسية، لأن الجسم قد يكون حساسا من أي مادة كيميائية بهذا المنتج، فتسبب حرقان ودموع وإحمرار، مؤكدة أن بصيلات شعر الرموش ينتج عنها مشكلات كبيرة مثل تهيج العين، والخطر الحقيقي أن الرموش الاصطناعية تقلل معدل نمو الرموش بشكل طبيعي.
فقدان البصر
وذكرت أستاذة طب العيون أن المواد المستخدمة في صناعة الرموش الاصطناعية تسبب تهيج العين الذي يستمر وينتج عنه تلف العين وأحياناً كثيرة قد يؤدي الضرر طويل المدى إلى فقدان البصر.
وتابعت "استقبلت الكثير من الحالات حتى عند استخدام الرموش الاصطناعية اللاصقة تسبب الحساسية التي تجعل الجفون تنتفخ وتسبب إحمرار العينين، لكن تم السيطرة على الوضع وعلاجها بعد شهور عديدة، لذلك أنصح جميع الفتيات بالبعد عن استخدامها بشكل مفرط".
وأضافت في نهاية تصريحاتها: "لكن إذا كنت تصرين على تركيب الرموش الصناعية، فيجب أن تكون في المناسبات، كما يفضل الذهاب إلى صالون تجميل آمن ومعروف لتجنب حدوث أي أخطاء للحفاظ على بريقك وصحتك معا".
طرق المكافحة
ويقول محمود الدجوي، رئيس شعبة الكوافير بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن السوق المصري غارق بهذه المنتجات المغشوشة والمخالفة للمواصفات العالمية، مثل الرموش والأظافر الصناعية وكل أدوات المكياج التي تسبب أضرارا على صحة المستخدم والكوافير، قد تسبب أمراضا خطرة لاحتوائها على مادة "الفورمالين".
وأضاف "للأسف أدوات ومستحضرات التجميل رغم ارتفاع نسبة الجمارك عليها لكونها سلع رفاهية، إلا أن ذلك دفع الكثير من الشركات غير المرخصة إلى صناعة هذه المنتجات "تحت بير السلم"، ما أضاع على الدولة العديد من المليارات التي كانت تدخل للضرائب والجمارك، بسبب وجود هذه المنتجات بشكل غير رسمي".
وتابع الدجوي "أصبحت صناعة هذه الأدوات تحت بير السلم تمثل نسبة 60% من المنتجات المعروضة بالأسواق المصرية، كما أدى غياب الرقابة إلى دخولها بطرق غير قانونية، الأمر الذي ساعد في وجودها بشكل كبير، وتسببها في أضرار بالجملة لمستخدميها".