في ظل التسارع الدولي للحصول على السلاح النووي، بات السباق ليس فقط من أجل الحصول على التكنولوجيا الهجومية التي تسمح للدول باستهداف الأعداء، بل أيضا بالدفاع عن أنفسها ضد أي "مغامرات" نووية محتملة.
وفي هذا الإطار، توصلت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إلى تقنية جديدة من شأنها الإسراع بتنبيه القادة، في حال تعرضت الولايات المتحدة إلى هجوم نووي، مما يمنح صناع القرار وقتا أطول لوضع الخطط اللازمة للدفاع عنها.
وحسب شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، فإن التقنية الجديدة تتضمن استخدام برامج ونظم لجمع بيانات الاستهداف في شبكة معلومات "سحابية"، ترتبط فيها معلومات قادمة من الأرض والجو وحتى الفضاء، في نظام سريع ومتكامل لتحليل التهديدات.
وتعتمد التكنولوجيا الجديدة على حقيقة أن معظم الصواريخ التي يمكن أن تشن هجمات نووية، تستغرق في رحلاتها مدة قد تصل إلى 30 دقيقة للوصول إلى أهدافها، حيث تكون هناك فرص لوقف الهجوم قبل حدوثه.
والتكنولوجيا الجديدة، التي تبقى معظم تفاصيلها أسرارا عسكرية بالنسبة للولايات المتحدة، جزء من استراتيجية أوسع للبنتاغون لتحسين أنظمة الإنذار من الهجمات الصاروخية، ووفقا لمسؤولي وكالة الدفاع الصاروخي التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، يمكن وصف هذه الجهود بأنها تحسين مستمر لنظام القيادة والتحكم وإدارة المعارك والاتصالات.
وقال كبير المتحدثين باسم الوكالة مارك رايت: "نقوم باستمرار بتطوير وتحسين أنظمتنا الحالية، للتأكد من أن المقاتل لديه أكثر الأنظمة المتاحة فاعلية للدفاع عن البلاد. نحن نسميها التطور اللولبي، حيث نضع شيئا قيد التطوير ثم نبحث عن التحسينات التالية".
ووفقا للوكالة، فإن الهدف من التكنولوجيا النووية الجديدة، الاستشعار بالمعركة أثناء تطورها، والربط بين أجهزة التنبؤ الأرضية والبحرية والجوية لرسم صورة منسقة للهجمات التي توشك على الوقوع، بالاستعانة برادارات على الأرض وأخرى تحملها السفن أو الطائرات.
وأحد البرامج الرئيسية التي يتم تطويرها الآن يطلق عليه "فورجي"، وهو جهاز مصمم لجمع وتخزين وحماية معلومات الاستشعار المتعلقة بهجمات الصواريخ، بما في ذلك الهجمات النووية، عن طريق مزامنة المعلومات القادمة من الأرض مع تلك البحرية والجوية، والاستشعار بطاقة الصواريخ التي قد يطلقها الأعداء قبل وصولها إلى أهدافها، وجمع بيانات متكاملة وإرسالها بسرعة إلى صناع القرار، وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة.