كشفت دراسة جديدة أن عرض مجموعة من المشتبه بهم في ارتكاب جريمة ما من خلال استعراض صور ثلاثية الأبعاد لوجوههم عبر الإنترنت، يمكن أن تجعل من السهل التعرف على الجناة بدقة.
وبحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، يواصل خبراء في جامعة برمنغهام أبحاثهم لتطوير نوع جديد من البرامج يمكن أن يساعد شهود العيان أو ضحايا أي جريمة على تحريك مجموعات من الصور ثلاثية الأبعاد لوجوه المشتبه بهم في عدة اتجاهات لتحديد هوية الجاني الحقيقي.
أكثر دقة بنسبة 18%
كما تمكن شهود العيان الذين استخدموا البرنامج من التعرف على الجناة بشكل أكثر دقة عندما تمكنوا من تحريك زوايا الصور ثلاثية الأبعاد للمشتبه بهم.
وساعدت التقنية الجديدة في تعزيز النتائج في دقة التعرف على الجناة الحقيقيين بالمقارنة مع أسلوب الصور الثابتة التقليدي بنسبة 18%. ويمكن أن يفيد البرنامج العديد من البلدان، بخاصة الدول التي تعتمد على عرض صور فوتوغرافية ثابتة للمشتبه بهم بدلًا من طابور العرض "وجها لوجه" مع المشتبه بهم.
صعوبة تنفيذ طابور العرض
من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة بروفيسور هيذر فلوي "لا تتاح الفرصة للاعتماد على أسلوب طابور عرض للمشتبه بهم بسهولة لأنه في بعض الأحيان يصعب العثور على أشخاص تتطابق أوصافهم مع ما ورد بأقوال شهود العيان".
ويتيح البرنامج الجديد، الذي تم تطويره واختباره في كلية علم النفس بجامعة برمنغهام، لشهود العيان إمكانية تدوير صور الوجوه المصنفة وعرضها من زوايا مختلفة.
كما يمكن للمستخدمين "عرض الوجوه بشكل ديناميكي بزوايا من -90 درجة إلى 90 درجة وتوقيف اللقطة لأي وجه من وجوه المشتبه بهم عند الوضع المرغوب فيه"، الذي يمكن أن يتطابق مع زاوية مشاهدتهم للواقعة.
إلى ذلك، استخدم الباحثون أكثر من 3000 متطوع عملوا كـ"شهود" لاختبار مدى قدرتهم على التعرف على المشتبه به الوهمي باستخدام البرنامج المبتكر. وشاهد المتطوعون مقطع فيديو يعرض مشاهد لارتكاب جريمة مدبرة، تتضمن قيام رجل بسرقة حقيبة يد من خلف إحدى الضحايا. ثم عُرضت على المشاركين في الدراسة صور الجاني وسط مجموعة من الصور الفوتوغرافية لوجوه متشابهة.
ميزة تحريك الصور
وعندما تمكن شهود العيان من تدوير الصورة لتتناسب مع محاذاة وجه الجاني في ذاكرتهم، كانوا أكثر قدرة على التعرف على المجرم مرتكب الجريمة الحقيقي من بين مجموعات صور المشتبه بهم. أفاد الباحثون أن السماح للشهود بمشاهدة المشتبه بهم من زوايا مختلفة باستخدام البرنامج يزيد مما يمكن تسميته "دقة التمييز"، أو تجنب الخطأ في تحديد هوية المتهم المشتبه به.
بدورها، قالت بروفيسور فلوي إن فريقها البحثي يعكف حاليًا على جمع متطوعين جدد للمشاركة في المرحلة التالية من التجارب لتطوير البرنامج، مشيرة إلى أن ما تم التوصل إليه جاء نتيجة "عملنا عن كثب مع سلطات إنفاذ القانون لتطوير إجراء العرض التفاعلي ليكون مناسبًا من حيث التكلفة وبما يتسق ويلائم أنظمة تحديد الهوية المستخدمة بواسطة الأجهزة الشرطية حاليًا".