بعد سنوات طويلة من التحذيرات المستمرة من تناول اللحوم الحمراء والمصنعة وربطها بالسرطان، ظهرت دراسة جديدة بمشاركة علماء من دول مختلفة، تضرب عرض الحائط بكل الدراسات السابقة، وتؤكد أن تناول اللحوم لا يضر بالصحة وأن على محبيها الاستمرار في تناولها.
وكانت دراسات سابقة قد ذكرت أن تناول لحوم البقر والضأن والخنزير، يمكن أن يزيد من معدلات الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية أو مرض السكري من النوع 2.
وشارك باحثون من كندا وإسبانيا وبولندا في الدراسة الجديدة، التي راجعت 61 دراسة سابقة شملت أكثر من 4 ملايين شخص، كانت قد تابعت حالتهم الصحية وطبيعة الأغذية التي تناولوها، إلى جانب 12 دراسة قام 54 ألف شخص من المشاركين فيها، بإحداث تغييرات على نظامهم الغذائي.
وبعد مراجعة الدراسات وبياناتها، وجد الباحثون من جامعتي دالهاوسي وماكماستر في كندا، ومركز كوكراين للأبحاث في إسبانيا وبولندا، أن الأدلة التي استندت عليها الدراسات السابقة "ضعيفة ولا تصلح لأن يبني عليها العلماء تحذيرات أو نصائح بشأن الطريقة التي ينبغي على الناس أن يعيشوا حياتهم وفقا لها"، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
واعتبر الباحثون أن السبب في "ضعف" النتائج السابقة، أن الدراسات كانت "غامضة للغاية"، ولم تثبت وجود صلة مباشرة بين اللحوم والصحة.
وكنتيجة للدراسة الجديدة، قالت لجنة مكونة من 14 خبيرا من 7 دول، إنه ينبغي على الناس مواصلة تناول متوسط كمية اللحوم الحمراء الحالية، والتي تتراوح بين 3 و4 حصص في الأسبوع.
يشار إلى أن آراء العلماء وخبراء التغذية منقسمة حيال الدراسة جديدة، إذ دعمها بعضهم وأكدوا أهمية تناول اللحوم، فيما اعترض عليها آخرون، مثل البروفيسور في جامعة أوكسفورد تيم كي، الذي قال: "تشير التقديرات الحديثة إلى أن أكثر من 5 آلاف شخص في المملكة المتحدة يصابون بسرطان الأمعاء بسبب استهلاك اللحوم المصنعة كل عام".
وتابع: "لهذا السبب توصي الحكومة الأشخاص بالتقيد بتناول 70 غراما يوميا من اللحوم الحمراء والمعالجة".