أيهمـا أفضـل كوب الشاي أم فنجان القهـوة، سؤال ربمـا لن يحسم لأن جوابـه، وبكل بساطـة، يتعـلق بذوق الإنسان وثقافته الشعبية.
رغـم أن هذا الذوق تأثر على الدوام بالتلاقح الثقافي، فتجد شعوب آسيا، حـيث موطن الشاي، تقبل على القهـوة، وسكان شبه الجزيرة العربية وإثيوبيا، حيث ظهر البن، يحبون الشاي.
وكتب الأديب الإنجليزي، جورج أورويـل: "الشاي من مقومات الحضارة البريطانيـة، لكـن يجـب أن نعترف نحـن الإنجـليز أن مشروبنـا القومي يواجه منافسة شرسـة، من الإسبريسو والكابوتشينو واللاتيـه، التي تجتاح حدودنـا".
لكـن مـاذا تقول الأدلـة العلمية في باب المقارنة بيـن القواسم المشتركـة للمشروبين، الذيـن يحركـان ماكينـة الجـسـم الخامـل كـل صـباح، وما هي الآثـار الملموسـة لكـل منهمـا على صحتنـا البدنية والعقليـة.
تنشيط الجسـم
كفة الكافييـن تمـيـل إلـى القـهوة على اعتبـار أنهـا تحتوى على نسبـة عالية من هذه المادة الحيويـة، لكن الشـاي هـو الآخـر يحتوى على هذه المادة ولـو بنسـب أقل من القهـوة.
لكـن حسب دراسات، تناول كمية من الشاي مساوية في تركيزها لنفس الكمية من القهوة أثبت أن للشاي أثر تنبيهي أكثر من القهوة، هذا صبـاحـا لكـن عندمـا يأتـي المسـاء، فالأمر يتغيـر، إذ أن الفرق الأكبر بين الشاي والقهوة يظهر عند خلودنا إلى النوم.
فقد توصل الباحثون في جامعة "سوري" في بريطانيا إلى أن شاربي القهوة يجدون صعوبة في النوم أكثر ممن يحتسون الشاي.
والخلاصـة أن الشاي في هذا المستوى يوفر كثيرا من فوائد القهوة، لكـن بدون أرق أثناء الليل.
تلون الأسنـان
قـد تذهب هنـا الاتهامات مباشرة إلى القهـوة، لكـن الدراسات أوضحـت أن مركبات الشاي الطبيعيـة تلتصق بالطبقـة الخارجـيـة للأسنـان، أكـثر من المركبات الطبيعيـة للقهـوة، وبالتالي تسبب تلون الأسنان بنسبة أكبر.
الاكتئاب
أظهرت دراسات إنجليزية أن تناول 3 أكواب من الشاي يوميـا يقي من الإصابـة بالاكتئاب بنسبة تناهز 40 بالمئـة، ويحمي من الإصابة ببعض أنواع السرطانات لاحتواءه على مواد مضادة للأكسدة.
لكـن الإكثار من فناجين القهوة يرفع متوسط العمر المتوقع لأكثر من عامين، كما تقـي من الإصابـة بأمراض القلب.