ضج موقعا التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، بآلاف من التغريدات والمنشورات، التي توثق جرائم ومجازر ميليشيات الحوثي اليمنية، وذلك في حملة إلكترونية ضخمة تهدف إلى تأييد قرار أمريكا تصنيف تلك الميليشيات منظمة إرهابية.
وعبر وسم #HouthiTerrorismInYemen الذي دخل قائمة الترند العالمي في موقع تويتر، بتسجيله 268 ألف تغريدة، نشر ناشطون صورا ومقاطع فيديو، تؤكد ”وحشية“ ميليشيات الحوثي، وتوثق انتهاكاتها بحق الشعب اليمني.
وجاءت هذه العاصفة الإلكترونية -أيضا- تحت وسم عربي بعنوان #الحوثي_جماعه_ارهابيه، سجل بدوره 23 ألف تغريدة على موقع تويتر.
وأطلق ناشطون هذه الحملة، في أعقاب إعلان أمريكا أنها بدأت في مراجعة تصنيف ميليشيات الحوثي، جماعة إرهابية.
ودخل القرار الأمريكي تصنيف الحوثيين، جماعة إرهابية، حيز التنفيذ، في الـ 19 من يناير الجاري، عشية انتهاء ولاية دونالد ترامب، وبدء رئاسة جو بايدن. وشمل القرار فرض عقوبات على زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، والقياديين فيها: عبدالخالق الحوثي، وعبدالله يحيى الحاكم.
لكنّ متحدثا باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال الجمعة الماضي، إن الوزارة ”بدأت في مراجعة تصنيف جماعة الحوثي في اليمن، منظمة إرهابية، وتعمل بأسرع ما يمكن لإنهاء العملية واتخاذ قرار“.
تفجير المنازل
وشارك في الحملة الإلكترونية الهادفة لقرار تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، صحفيون وحقوقيون وناشطون بارزون.
ونشر الصحفي اليمني سمير الصلاحي، على تويتر، مقطع فيديو، أكد خلاله وحشية ميليشيات الحوثي وممارساتها الإرهابية.
وقال الصلاحي في الفيديو: ”إذا لم يكن الإرهاب تفجير منازل المواطنين، فما هو الإرهاب.. وإذا لم يكن الإرهاب هو تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال، فما هو الإرهاب؟“.
من جانبه، اعتبر الكاتب سلطان عبدالواسع، أن القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية ”تأخر كثيرا“.
وأكد عبدالواسع في مقطع فيديو له بثه على تويتر، أن هذه الميليشيات ومنذ انقلابها على السلطة عمدت إلى تفجير وقصف المساجد والمنازل، وقتلت الأطفال، وزرعت الألغام التي أرعبت اليمنيين“.
وركزت كثير من التغريدات، على جرائم الحوثي ضد أطفال اليمن، إذ ذهب كثير منهم بين قتيل ومصاب إصابات بالغة بينها بتر الأطراف.
وتداول الناشطون مقاطع فيديو يظهر فيها أطفال يروون قصصا من معاناتهم مع جرائم الحوثي، فيما ظهر بعضهم بأطراف مبتورة.
انتقاد موقف منظمات دولية
وندد ناشطون يمنيون -أيضا- بدعوات منظمات دولية لأمريكا، من أجل إلغاء القرار، مطالبين إياها بالنظر أولا إلى الانتهاكات الإنسانية داخل مناطق سيطرة الحوثيين.
وقال عادل الأحمدي، رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، إن الشعب اليمني، ”لن يسامح مَن يساعد على قتله، وإن السلام في اليمن يبدأ بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية“.
وقال الأحمدي في فيديو نشره على ”تويتر“: ”ما نريد أن يفهمه العالم، أن الحوثيين ليسوا مجرد حركة إرهابية متطرفة فقط، بل هي -أيضا- حركة عنصرية استعلائية سببت مأساة عامة لحقت بكل فرد يمني“.
وأضاف: ”كل الشكر لكل من يتضامن معنا، ولن نسامح مع مَن يتهاون“.
وتابع أن ”من يظنون أنفسهم حريصين على الوضع الإنساني، ليس هناك أصلا إنسانية في مناطق الحوثيين، فلا يوجد هناك سوى الكوارث“.
وكان الأمين العام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طالب واشنطن، بإلغاء قرارها تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، وحذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، من تداعيات القرار.
كما أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، عن ”قلقها من حدوث انعكاسات سلبية للقرار الأمريكي“، فيما دعا ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، الولايات المتحدة، إلى التراجع عن قرارها.
وكان وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، قال قبل أيام قليلة، إن ”ما نعانيه اليوم من أزمة إنسانية هو نتيجة لتعنت الميليشيات الحوثية التي لم تواجه أي ضغط دولي على مدى 6 سنوات يدفعها للتخلي عن نهج العنف والإرهاب والانخراط في السلام“.
وأضاف بن مبارك خلال اتصال مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، أن ”القرار الأمريكي لإدراج جماعة الحوثي بقائمة الإرهاب هو البداية لتصحيح مسار التعامل مع هذه الميليشيات لخدمة السلام“.
