تسعى تركيا على وقع عزلة إقليمية ودولية متنامية إلى تحسين علاقاتها مع القوى الأوروبية الكبرى وعلى رأسها فرنسا التي تقود مساعي لفرض عقوبات أوروبية عليها بسبب سياساتها الاستفزازية على أكثر من صعيد.
وربطت أنقرة تحسين علاقتها بباريس بموقف الأخيرة من العمليات العسكرية التركية في سوريا في مقايضة تركية جديدة مع فرنسا على وقع تصاعد التوتر بين الطرفين.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الخميس إن أنقرة يمكن أن تطبع العلاقات مع فرنسا لكن على باريس أن تغير موقفها بشأن العمليات العسكرية التركية في سوريا.
والخلافات بين البلدين متشعبة وتمتد إلى قضايا كثيرة، بدءا من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط ووصولا إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية والتنقيب عن المحروقات في مياه شرق المتوسط وأخيرا الأزمة التي اندلعت في ناغورني قره باغ.
وانتقدت باريس مرارا الغزو التركي للشمال السوري والحرب التي تشنها أنقرة ضد المقاتلين الأكراد التي تصنفهم "إرهابيين".
ملفات خلافية
ووصف ماكرون في مناسبات عديدة تدخل تركيا في سوريا بأنه عدوان على شركائه في حلف الأطلسي، وقال إن أنقرة تتعامل مع وكلاء داعش ولاسيما بعد اجتياح تركيا للشمال السوري الذي تتواجد فيه سجون لمقاتلي تنظيم الدولة الإرهابي ومخيمات لهم، ما يهدد بفرارهم من هناك ثم التسلل إلى أوروبا، وهو ما أشعل مشادات كلامية بين ماكرون ومسؤولي النظام التركي.
ولا تلقى الدعوات التركية إلى تحسين العلاقات مع فرنسا صدى في أروقة الإليزيه الذي يرى في أنشطة تركيا تهديدا للمصالح الفرنسية.
وكان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على تركيا الأسبوع الماضي خلال قمة لقادته في بروكسل على خلفيّة تصرفاتها "غير القانونية والعدوانية" في البحر المتوسط ضد أثينا ونيقوسيا.
وتشهد علاقات عدة دول في الاتحاد الأوروبي توترا شديدا وخاصة حول الأزمة الليبية ومسألة الهجرة، فضلا عن احتياطيات الأمن والغاز في شرق البحر المتوسط، حيث تتهم أنقرة باتباع سياسة توسعية وتجاهل التحذيرات الدولية المتكررة والتي يقابلها النظام التركي باستخفاف وتجاهل تام.
ويستمر النظام التركي في المكابرة في محاولة لحفظ ماء الوجه بعد سيل العقوبات الأوروبية والتي تبعتها أيضا عقوبات أميركية بسبب صفقة أس - 400.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح بأن العقوبات الأوروبية على أنقرة ليست "مصدر قلق كبير" لبلاده.
وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي يطبق دائما عقوبات على تركيا على أي حال"، متهما الاتحاد بأنه "لم يكن نزيها معنا ولم يف بوعوده".