فرضت السلطات البريطانية غرامة قياسية وباهظة ضد شركة بناء بسبب اعتدائها على الحياة البرية في البلاد، لكن المفاجأة أن السبب وراء العقوبة كان تدمير عش صغير يعود لخفاش واحد.
وأدى تدمير منزل خفاش واحد في بريطانيا من قبل شركة البناء إلى دفع غرامة قدرها 600 ألف جنيه إسترليني (800 ألف دولار أميركي تقريباً )، وهي أكبر غرامة على الإطلاق، يتم فرضها بسبب جريمة ضد الحياة البرية.
وفي التفاصيل التي نشرتها وسائل الإعلام في بريطانيا، وجمعتها "العربية.نت"، فقد قامت شركة إسكان وبناء تُدعى (Bellway Homes) بتجريف صالة عرض سيارات سابقة في منطقة "وولويتش" جنوب شرقي لندن، من أجل تطوير بناء سكني، وقد نفذت عملية التجريف قبل الحصول على الأذون اللازمة.
ولاحظ مسح الخفافيش الذي تم إجراؤه في حزيران/ يونيو 2017 خفاشاً واحداً يعود إلى يوم واحد في المبنى بين النافذة ولوحة اللفافة، وهو ما تم تدميره خلال عملية التجريف غير القانونية.
وتم منح إذن التخطيط للشركة من قبل السلطات المختصة، ولكن بشرط الحصول على ترخيص لإزالة عش الخفاش قبل الهدم، وهو تجاهلته الشركة ولم تقم به.
ولم يتم القيام بذلك مطلقاً حيث تم تدمير المبنى القديم في عام 2018، إلا أن محكمة بريطانية انتهت يوم الثلاثاء الماضي الى إصدارها قرارها بتغريم الشركة مبلغاً قدره 600 ألف جنيه إسترليني مع تكاليف أخرى تزيد عن 30 ألف جنيه إسترليني، كما أمرت المحكمة بتقديم تبرع طوعي قدره20 ألف جنيه إسترليني إلى صندوق (Bat Conservation Trust)، لكن هذا التبرع ليس ملزماً وإنما هو طوعي.
وهذه الغرامة هي رقم قياسي جديد يتم تسجيله في تاريخ بريطانيا، لكن وسائل الإعلام تشير إلى أن محكمة بريطانية أصدرت العام الماضي حكماً بسبب الاعتداء على خفافيش وبلغ 18 ألفاً و820 جنيهاً إسترلينياً.
وفي هذا السياق، قال سيمون هندرسون، من وحدة جرائم الحياة البرية في شرطة لندن، إن الشركة "تجاهلت بشكل صارخ" نتائج المسح البيئي الخاص بها.
وقال: "كانت لديهم كل النصائح المتاحة لهم. كان عليهم الذهاب والحصول على شهادة الأنواع المحمية الأوروبية ولم يفعلوا ذلك. لقد مضوا قدما وهدموا المبنى على أي حال".
إلى ذلك، أفادت الشركة في بيان لها إنها "تأسف بشدة للظروف التي أدت إلى هذه القضية"، مضيفة أن لديها "أنظمة قوية لضمان عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في هذا الموقع وقد ساهمت بشكل كبير في صندوق حفظ الخفافيش.