الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - محمود..حياة قاسية وجسد مشوّه بقذيفة حوثية

محمود..حياة قاسية وجسد مشوّه بقذيفة حوثية

الساعة 07:42 مساءً (ann)

بعد أن ضاق به الحال وتوقف عمله في مديرية الجراحي جنوب الحديدة نزح محمود سالم (55 عاماً) إلى مدينة حيس بعد مغادرة ميليشيا الحوثي لها مطلع العام 2018، وبدأ العمل على دراجته النارية ليصرف على أسرته المكونة من 8 أبناء وزوجة.

كان قد أمضى أسابيع في مزاولة العمل الجديد وبدأ يفكر بالاستقرار في المدينة إلى حين تتحرر مديريته ويعود إلى بيته لكن إرهاب الحوثي كان يترصده ليوقع به، وفي أحد الأيام غادر بيته في الصباح الباكر وشرع يتنقل بدراجته بين شوارع المدينة وأزقتها القديمة بحثاً عن زبون يوصله مقابل مبلغ ضئيل، حتى وصل إلى حي السبعة جنوب مدينة حيس، لتفاجئه كرة نارية مهولة تكونت أمامه في طرفة عين وألقت به وبدراجته محترقين إلى جوار الطريق، كانت تلك قذيفة مدفعية حوثية من العيار الثقيل تستهدف الحي بشكل مباشر.

هرع المواطنون والمارة إلى مكان الحادث، وحين تأكدوا أن محمود لا يزال على قيد الحياة نقلوه إلى مستشفى حيس الريفي لتلقي الإسعافات الأولية ولأن نصف جسده كان محترقاً بالكامل قرر «فاعل خير» حسب رواية محمود لـ«البيان» المغامرة ونقله إلى مركز الحروق في مستشفى الثورة بالعاصمة صنعاء.

ويضيف: مكثت هناك سنة ونصف، تلقيت عمليات جراحية عدة حتى استقرت حالتي وتماثلت للشفاء، لكن جسدي ما زال مشوهاً وفقدت إحدى عيني، خرجت من المستشفى قبل شهر ووجدت أن وضع أسرتي صعب للغاية فقد بعت كل ما أملك لدفع فواتير العلاج الباهظة، ولم أعد قادراً على العمل للإنفاق عليهم، لذلك اضطررت للنزوح مرة أخرى وهذه المرة إلى مخيم العليلي بالخوخة.

ويواصل الحديث بصوت مجروح لا يكاد يسمع: «الحوثيون دمروا حياتي، أصبحت معاقاً ومريضاً وعاطلاً عن العمل، لدي ثمانية أبناء لا أجد ما أطعمهم به إلا مما تجود به علينا المنظمات الإنسانية، ما زلت بحاجة للعلاج ولعمليات تجميل تخفي التشوه البادي على وجهي على الأقل، لكن وضعي المادي لا يسمح بذلك».