الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اقتصاد - بعد صعودها الجنوني.. هل تستحق "تسلا" فعلاً نصف تريليون دولار؟

بعد صعودها الجنوني.. هل تستحق "تسلا" فعلاً نصف تريليون دولار؟

الساعة 07:01 مساءً (Ann)

 

مثّل اختطاف إيلون ماسك للمركز الثاني من بيل غيتس ضمن قائمة الأكثر ثراء، أحد أبرز الأخبار الاقتصادية في الأسبوع المنصرم، بعد أن تجاوزت قيمة شركة "تسلا" التي يقودها 500 مليار دولار. هذا الرقم الذي حرّض على أسئلة عدة حول الدوافع الحقيقية وراء اعتقاد المستثمرين أن قيمة شركة السيارات الكهربائية هي الآن أعلى بكثير مما كانت عليه قبل عام.

 

في أوائل العام الجاري، قدرت سوق الأسهم قيمة "تسلا" بحوالي 80 مليار دولار، وحتى ذلك الحين، اعتقد المشككون أنه تقييم مبالغ فيه لشركة كانت بالكاد مربحة. لكن، على مدار العام، ارتفعت أسهم "تسلا" بقوة، خاصة بعد الأنباء عن إدراجها في مؤشر S&P 500 للشركات الرائدة.

 

 

ولوضع تقييم "تسلا" ضمن السياق، فهي الآن تساوي أكثر من قيمة "تويوتا" و"فولكس فاغن" و"هيونداي" و"جنرال موتورز" و"فورد" مجتمعة. ووفق حسابات أجرتها "بي بي سي" فإن هذه الشركات، التي يعاني بعضها بلا شك من أزمة جراء تداعيات وباء COVID-19، حققت أرباحاً مجمّعة بأكثر من 50 مليار دولار العام الماضي. أما "تسلا" ففي طريقها هذا العام لتحقيق ما يقرب من مليار دولار.


 

إذاً لتصديق التقييم الحالي، هل هذا يعني أن المستثمرين لديهم الثقة في أن التكنولوجيا والسيطرة على السوق ستحقق زيادة في الأرباح لـ"تسلا" بمقدار 50 ضعفاً في المستقبل غير البعيد؟

 

تقول إيلين بوربيدج المتخصصة في تقييم الشركات في Passion Capital : "كل ما يعنيه ذلك هو أن الأشخاص الذين يشترون السهم بهذا السعر يعتقدون أنهم سيكونون قادرين على بيعه بسعر أعلى".

 

وفقًا لتحليلها فإن هذه العملية غالبًا ما تكون غير عقلانية حيث تعتمد على الحالة المزاجية في السوق بشكل عام، وليس فقط صفات الشركات الفردية.

 

اتجاه جديد

يعتبر العديد من محبي "تسلا" أن الشركة دفعت صناعة السيارات في اتجاه جديد، ولديها تقنية بطارية فريدة مع العديد من التطبيقات الأخرى، إضافة إلى امتلاكها لقائد "ذي رؤية". غير أن جميع تلك المميزات كانت متوفرة أيضاً في أوائل العام 2020، عندما كانت قيمة الشركة تساوي 80 مليار دولار فقط.

 

تقول بوربيدج: "من الواضح أنه لا توجد أساسيات تشير إلى زيادة تقييمها بخمسة إلى ستة أضعاف منذ بداية العام". لكنها تصر على أن المستثمرين يراهنون على المدى القصير.

 

تضيف: "أود الاعتقاد بأن الأسواق منطقية بشكل أساسي.. لكن أرى أن السؤال هو الأفق الزمني للمرء. يعتقد هؤلاء المشترون حقًا أنهم سيكونون قادرين على البيع بسعر أعلى. وبالمناسبة، كانت لديهم المبررات لذلك".

 

 

كما تشير إلى أنه "لا فائدة من محاولة تطبيق الكثير من المنطق على التحركات قصيرة الأجل للأسهم".

 

هناك قصة معروفة لأحد المراسلين المتخصصين في البورصة في Fleet Street، الذي عندما كان يسأله المحررون عن سبب ارتفاع الأسعار، اعتاد أن يجيب: "ثمة مشترون أكثر من البائعين"، معطياً إجابة معاكسة عندما كانت السوق تنخفض.

 

ومثل لوحة لـ"بيكاسو" أو شقة في لندن أو سان فرانسيسكو، فإن قيمة "تسلا" هي ما يرغب شخص ما في دفعه مقابل المنتج، مهما بدا السعر غير منطقي.

 

مبالغ فيه!

ومع ذلك، قال شخص مطلع على الأمر قبل أشهر إن سعر سهم شركة السيارات الكهربائية "مبالغ فيه". في الواقع، غرّد ذلك الشخص في 1 مايو قائلاً: "سعر سهم تسلا مرتفع للغاية".

 

 

 

تلك التغريدة التي كبدت الشركة وقتها 14 مليار دولار من قيمتها السوقية. لكن منذ ذلك الحين، تضاعف سعر السهم أربع مرات، ومن يدري ما قد يحدث في المستقبل!