الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - الوزير الحوثي حسن زيد.. ما دلالة اغتياله في صنعاء؟‎

الوزير الحوثي حسن زيد.. ما دلالة اغتياله في صنعاء؟‎

الساعة 02:37 مساءً (ann)

مثلت حادثة اغتيال القيادي في مليشيات الحوثيين، ووزير الشباب والرياضة، في حكومة ”الإنقاذ الوطني“ غير المعترف بها دوليًا، حسن محمد زيد، صدمة لكثير من اليمنيين، خاصة أن حادثة اغتياله وقعت في العاصمة اليمنية صنعاء، التي يركّز فيها الحوثيون معظم ثقلهم الأمني والاستخباراتي، لتنطلق جولة من التكهنات والتحليلات.

وأطلق مسلحون مجهولون، اليوم الثلاثاء، النار على القيادي زيد، بمنطقة حدّة، جنوب غرب صنعاء، حيث كان يستقل سيارته برفقة ابنته، ليصيبوه بجراح بالغة، نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات المدينة، إلا أنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه.

ويأتي حسن زيد في المركز 14 ضمن قائمة القيادات المطلوبة للتحالف العربي، حيث عرض مبلغ 10 مليون دولار كمكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه.


ويعتبر القيادي حسن زيد، أحد القيادات الميدانية المؤثرة لجماعة الحوثيين، في المجتمع المدني والمنظمات والأحزاب، من منطلق خبرته السياسية والحزبية على مدى 30 سنة منذ تأسيسه لحزب الحق، على عكس معظم القيادات الحوثية، القادمة من قرى محافظة صعدة، المعقل الرئيس للجماعة.

كما يعدّ زيد، أحد القيادات المتفتحة لدى مليشيات الحوثيين، باعتباره واحدًا من أهم القيادات الداعية للحوار، بحكم علاقاته مع عديد من الأطراف اليمنية والخليجية، وهذا ما يعزز من فرضية أن عملية اغتياله تهدف إلى اغتيال أي فرصة حوار وسلام.


ولا يستبعد بعض اليمنيين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، أن تكون عملية اغتياله مرتبطة بخلية الاغتيالات التابعة للحرس الثوري الإيراني، خاصة أن مثل هذه العمليات في صفوف القيادات الحوثية، لا تستهدف إلا القيادات والشخصيات المنفتحة على الحوار، أمثال أحمد شرف الدين، المغتال في 2014، ومحمد المتوكل، في 2014، وعبدالكريم الخيواني، في 2015.

ويذهب هذا الاعتقاد إلى أن هذه الخلية تهدف إلى إطالة أمد الحرب، ومحاولة القضاء على أصوات العقل والحوار، التي من الممكن أن تشكل حلقة وصل بين المليشيات الحوثية والمكونات السياسية اليمنية، سيما وأنها تأتي بعد أسبوعين من وصول ”السفير الإيراني“ الجديد، خلسة إلى صنعاء.


وولد زيد، في يناير/ كانون الثاني، من العام 1956، بالعاصمة اليمنية صنعاء، وبدأ في تلقي تعليمه في ”الكُتاب“، في العام 1966م، وواصل مشواره التعليمي، حتى تخرج من كلية التربية بجامعة صنعاء في العام 1977م، عن قسم الفلسفة والاجتماع.

واستهل زيد، الأب لخمسة أبناء، مشواره العملي بعد ذلك، في تولي مسؤوليات تربوية، إذ كان مديرًا لمدرسة ”عبدالناصر“ الثانوية، ومن ثم مديرًا لمدرسة ”سبأ“، بصنعاء، قبل أن يعمل كموجه تربوي منذ العام 1981 وحتى 1987م.

 

في العام 1980، حصل على دورة في الإدارة المدرسية، وعلم نفس الطفل، من جامعة لندن، بالمملكة المتحدة، ليعود بعدها إلى صنعاء ويبدأ مرحلة جديدة في تقلد المناصب، بدأها بمنصب مدير مكتب وزير المالية، ثم غادر البلاد بعد تعيينه مسؤولًا لشؤون الطلاب اليمنيين في أوروبا الشرقية، منذ 1987 إلى 1990م.

وقبل إعلان الوحدة اليمنية بين جنوب اليمن وشماله، في العام 1990م، كان حسن زيد، أحد المشاركين في تأسيس حزب الحق، ثم تفرّغ عقب ذلك للعمل الحزبي، وبات لاحقًا أحد المشاركين في تأسيس المؤتمر الوطني للأحزاب السياسية والتكتل الوطني للمعارضة، إلى أن أصبح كذلك أحد أهم المشاركين في تأسيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك، وتولى رئاسته لعامين متتاليين، 2013 – 2014م.


وواصل السياسي اليمني، رحلته في تقلد المناصب، إذ كان عضوًا في الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني، كما عُيّن مستشارًا ثقافيًا لمجلس الوزراء بدرجة وزير، قبل أن يصبح وزيرًا للدولة، عضوًا في مجلس الوزراء لشؤون مجلسي النواب والشورى، في حكومة الوفاق الوطني، 2014، قبل أن تبدأ مليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، في مخطط انقلابها على سلطة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.


وبعد انقلاب مليشيات الحوثيين بعامين، عُين من قبلهم وزيرًا للشباب والرياضة في ”حكومة الإنقاذ الوطني“ غير المعترف بها دوليًا في العام 2016.