لم تمضِ سوى أيام قليلة على إعلان منظمة الصحة العالمية للعالم أخباراً صعبة وصادمة تفيد بأن النصف الشمالي من الكرة الأرضية يواجه لحظة حاسمة في مكافحة جائحة كوفيد-19، محذّرة من أن "الأشهر القليلة القادمة ستكون صعبة جدا وبعض الدول في مسار خطير"، حتى هلّت علينا الأمم المتحدة بتصريح أخطر.
فقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن جائحة كورونا هي أكبر أزمة تواجه العالم في العصر الحديث.
وجاء كلام غوتيريش عند افتتاحه قمة الصحة العالمية عبر الإنترنت، مساء أمس الأحد، دعا فيها إلى التضامن العالمي في مواجهة الأزمة، مطالباً الدول المتقدمة بدعم النظم الصحية في البلدان التي تعاني من نقص الموارد.
وكانت جائحة كورونا الموضوع الرئيسي للقمة، التي كان من المقرر عقدها في الأصل في برلين.
تعاون عبر الحدود
كما شدد العديد من القادة والخبراء من الذين تحدثوا خلال الجلسة الافتتاحية على ضرورة التعاون عبر الحدود، حيث أكد الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أن لا أحد آمن من كوفيد-19، مشدداً على أنه حتى أولئك الذين ينتصرون على الفيروس داخل حدودهم، يظلون أسرى داخل هذه الحدود حتى يتم الانتصار عليه في كل مكان"، بحسب تعبيره.
يذكر أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبيريسوس، كان أكد خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو، أن "الكثير من الدول تشهد تزايداً مطرداً في إصابات كورونا، ويؤدي ذلك الآن إلى إشراف وحدات العناية المركزة على بلوغ طاقة استيعابها القصوى أو بلغتها بالفعل مع أننا ما زلنا في أكتوبر".
كما حذّر من أن "الأشهر القليلة القادمة ستكون صعبة جدا وبعض الدول في مسار خطير".
يشار إلى أن جائحة كوفيد-19 تسببت بوفاة أكثر من 1.1 مليون شخص منذ إبلاغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض للمرة الأولى في ديسمبر الماضي، فيما سجّل العالم أكثر من 42 مليون إصابة بالفيروس.
وفي أوروبا، تجاوز عدد الحالات المسجلة 8.2 مليون إصابة، توفي منها أكثر من 258 ألف شخص.
إلى ذلك، رأى تيدروس أدهانوم غيبيريسوس أنه في حال تمكنت الحكومات من جعل أنظمة البحث عن الحالات المخالطة مثالية، والتركيز على حجر كل الحالات ووضع كل المخالطين في العزل، سيصبح من الممكن تفادي العودة إلى فرض إجراءات عزل شاملة.