أصدرت الولايات المتحدة إرشادات جديدة للسفن التجارية التي تمر من مضيق هرمز ومياه الخليج العربي وسط التهديدات الإيرانية المتزايدة للملاحة الدولية.
وقالت الإدارة البحرية الأمريكية في مذكرة إرشادية بشأن التهديدات الإيرانية إنه يتعين على السفن التجارية التي ترفع العلم الأمريكي إرسال نقاط توقفها في مضيق هرمز ومياه الخليج للولايات المتحدة وسلطات البحرية البريطانية.
وأكدت المذكرة أن "الأنشطة العسكرية المتزايدة والتوترات السياسية المتصاعدة في المنطقة لا تزال تشكل تهديدات خطيرة على السفن التجارية".
وأضافت المذكرة أنه يتعين على السفن أيضا تنبيه الأسطول الخامس بالبحرية الأمريكية وعمليات التجارة البحرية بالمملكة المتحدة في حال وقوع أي حادث أو نشاط مريب، وقالت إن على أطقم السفن عدم مقاومة أي طرف إيراني يصعد على متن السفن.
يأتي هذا في وقت تسعى خلاله واشنطن إلى بناء تحالف بحري في الخليج لحماية الملاحة التجارية مع زيادة وتيرة العمليات ضد السفن وناقلات النفط الأجنبية خلال الفترة الماضية.
ودأبت إيران وأذرعها المنتشرة بالمنطقة على استهداف السفن التجارية، لا سيما ناقلات النفط في مضيق هرمز، الأمر الذي تكرر في أكثر من حادثة خلال الأشهر الماضية.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والغرب منذ سريان العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية بالكامل في مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
ومنذ ذلك الحين، تتسارع وتيرة المواجهة بين إيران والغرب، حيث أرسلت الولايات المتحدة في 5 مايو/أيار مجموعة هجومية تضم حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط، فيما أعلنت إيران في 8 مايو/أيار أنها ستخفف بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي، قبل أن تحذر البحرية الأمريكية في العاشر من الشهر ذاته من هجمات إيرانية محتملة على حركة الملاحة في الخليج.
وبالفعل في أقل من شهر تتعرض حركة الملاحة الدولية في الخليج لتهديدات غير مسبوقة؛ حيث تعرضت 4 سفن، من بينها ناقلتان سعوديتان، للهجوم في 12 مايو/أيار بالخليج العربي، وحمّل مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إيران مسؤولية الهجوم، قبل أن تتعرض ناقلتان للهجوم جنوبي مضيق هرمز في 13 يونيو/حزيران، وتتهم واشنطن إيران مرة أخرى بالوقوف وراءه.
ولم تتوقف التهديدات الإيرانية عند استهداف حركة الملاحة الدولية فحسب، ولكنها امتدت إلى أبعد من ذلك وأسقطت إيران في 20 يونيو/حزيران طائرة استطلاع أمريكية عسكرية مسيرة في المياه الدولية بالخليج العربي، كما صوبت مدافعها تجاه ناقلة النفط البريطانية هيريتدج عند المدخل الشمالي لمضيق هرمز في 10 يوليو/تموز، قبل أن تعلن اختطاف ناقلة نفط بريطانية تسمى "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز يوم 19 من الشهر ذاته.