في جريمة جديدة من جرائم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران أقدمت أول من أمس على قصف الأحياء الشرقية لمدينة تعز جنوب غربي اليمن بعدد من القذائف، وخلف القصف أكثر من 11 إصابة بينها أطفال ونساء وحالة وفاة واحدة لامرأة سبعينية، إلا أنه حصلت حادثة غريبة لإحدى النساء الحوامل التي أصيبت بالقصف الحوثي وهي في شهرها التاسع، وتفرقت الشظايا على كامل جسدها ما جعلها هي وطفلها يواجهان خطر الموت، لكن تمت ولادة الطفل جهاد الذي خرج إلى الحياة بأعجوبة.
وصرح د. عبدالرحيم السامعي، رئيس هيئة مستشفى الثورة العام، بأنه تم إسعاف الأم إلى مستشفى الثورة الحكومي وإدخالها إلى غرفة العمليات بعد التحقق من أن الجنين ما زال حياً في عملية معقدة استمرت لأكثر من 7 ساعات أخرجوا فيها الطفل سليماً لتبقى أمه تصارع الموت في غرفة العمليات لإيقاف النزيف الذي تسببت به شظايا القذيفة الحوثية والتي ما زالت ترقد في العناية المركزة بين الحياة والموت.
وأكد السامعي لـ «البيان» أن الطفل ولد في ظروف صعبة ومعقدة، حيث وصلت الأم وهي في حالة حرجة وبإصابات متفرقة في جسدها جراء القذيفة التي أصابتها، وكان هناك خطورة على حياة الطفل، وبجهود أطباء قسم الولادة وقسم الجراحة استطاعوا إجراء عملية ناجحة لإخراجه من رحم الأم ثم العمل على إنقاذها، معلقاً على ذلك بأنه «من رحم المعاناة يولد مقاوم».
وسُمي الطفل من قبل أسرته بجهاد كناية عن الظروف التي جاء بها إلى العالم بين قصف وإصابات ودماء ليكون له من اسمه نصيب في رحلة الحياة.
وقال محمد أحمد والد الطفل جهاد لـ «البيان»، إنه كان يعمل في محافظة أخرى وإنه عاد فوراً بعد الحادثة، وشعوره مختلط بين القهر جراء الجريمة التي ارتكبت بحق أسرته وبين فرحة قدوم طفله وخوفه على حياة زوجته التي انهار عند مشاهدته لها بعد وصوله المشفى وهي تصارع الموت في العناية المركزة.
ونتيجة لنجاح العملية وفرحة الأطباء الذين عملوا طوال الليل لإنقاذ الأم وطفلها، أعلنت مستشفى الثورة العام عن تأمين مجاني شامل مدى الحياة للطفل الذي اعتبرته المشفى إنجازاً لها في ظل الإمكانيات الصحية المحدودة.
