الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - منوعات - مذيعة مصرية تثير جدلا بسبب "الحجاب" والمجلس الأعلى يرد

مذيعة مصرية تثير جدلا بسبب "الحجاب" والمجلس الأعلى يرد

الساعة 11:25 مساءً (ANN)

 

أثارت الإعلامية المصرية رضوى الشربيني الجدل بسبب تصريحاتها عن غير المحجبات، خلال برنامجها "هي وبس" المذاع على إحدى القنوات الفضائية المصرية.

وقالت الشربيني في حلقة ببرنامجها، بتاريخ 5 سبتمبر الماضي:" لكل واحدة هي المحجبة الوحيدة في شارعها أو بيتها أو شغلها، اوعي تقلعي الحجاب، إنتي أحسن مني ومن اللي مش محجبة 100 ألف مرة".

وأضافت: "اللي مش (غير) محجبة دي شيطانها عندها نفسها، متخليش البني آدمين اللي أقل إيمان وشيطانهم أقوى منهم يكونوا أقوى منك، إنتي أحسن عند ربنا".

وتابعت الشربيني :"أوعي تهتزي أو تقلعي الحجاب، ارجوكي متخليش حد يأثر عليكي، ولا خروجة مش قادرة تخرجيها أو مكان يمنع المحجبات أو بني آدمين يقولوا أصلها محجبة مش هينفع، الناس دي كلها أنتي أحسن منهم ومني والله العظيم".

وبعد أيام من إذاعة الحلقة، أعلنت لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر، فتح تحقيق عاجل مع الشربيني بشأن تصريحاتها في أحد البرامج حول غير المحجبات، وفقا لبيان رسمي من المجلس.

والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، هيئة مستقلة، ومن أبرز أدوار المجلس وضع وتطبيق الضوابط والمعايير اللازمة لضمان التزام الوسائل والمؤسسات الإعلامية والصحفية بأصول المهنة وأخلاقياتها بحسب المادة 70 من قانون 180 لسنة 2018.

صالح الصالحي، وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، يقول في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": إن المجلس تلقى شكاوى من مواطنين ضد الشربيني لارتكابها أخطاء خلال ظهورها في برنامجها.

 ويضيف الصالحي: المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يتحرك سريعًا عند وصول عدد من الشكاوى، ويقوم بإجراء تحقيق للتأكد من صحتها.

ويؤكد وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن الشربيني لم تحضر حتى الآن جلسة تحقيق بشأن الشكاوى المقدمة ضدها، منوهًا إلى أن تلك الخطوة ستتم خلال الأيام المقبلة.

ويتابع الصالحي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": المجلس لديه لجنة لرصد أية أخطاء تقع في البرامج التلفزيونية المختلفة، ويتم التعامل معها من خلال معايير مُحددة.

وتباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين انتقادات للإعلامية المصرية لخطابها المسيء ضد غير المحجبات، وأخرى داعمة لها حيث شارك المئات في هاشتاج على "تويتر" باسم #ادعم_رضوى_الشربيني.

ويتابع الشربيني ملايين من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، لديها أكثر من 11 مليون متابع على انستغرام، و5 ملايين على "فيسبوك" وأكثر من 4 مليون على قناة برنامجها بموقع "يوتيوب".

وضمن موجة الانتقادات، هاجمت نهاد أبوالقمصان، المحامية بالنقض، ورئيس المركز المصري لحقوق المرأة، ما فعلته الشربيني.

وقالت أبوالقمصان على صفحتها الشخصية بـ "فيسبوك" للشربيني: "اللي بتقوليه دا (ما تقوله) عنف ضد غير المحجبات واصفة التصريحات بـ "الجريمة".

وفي تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، تُشير أبو القمصان إلى أن إصدار الشربيني أحكام على غير المحجبات أمر غير مقبول، معتبرة ما قامت به درجة من درجات العنصرية والتنمر.

وتنوه رئيس المركز المصري لحقوق المرأة إلى أن الإعلامية المصرية ليس من حقها استخدام أفعال تفضيل في المقارنة بين فئتين، وتملك الحرية فقط في وصف مشاعرها الشخصية بدلًا من التعميم ضد غير المحجبات.

وترى أبو القمصان أن تحرك المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للتحقيق فيما ورد على لسان "الشربيني" هي خطوة إيجابية، موضحة أنه من الضروري لفت انتباه الشخصيات العامة والإعلاميين إلى أهمية ضبط خطابهم.

وللمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام دور هام في التصدي لأشكال الخطاب الذي ينطوي على التقليل من فئات بعينها، أو الحض على الكراهية أو التمييز، كما تعتقد أبو القمصان.

وبعد ساعات من قرار التحقيق، قدمت الشربيني عبر برنامجها اعتذارا لمن شعروا بالإساءة من تصريحاتها حول الحجاب، مؤكدة أنها لم تقصد أبدًا التقليل من شأن غير المحجبات.

واستطردت الشربيني: "أنا غلطت أو (أفورت) في طريقة تعبيري في حاجة كنت عايزة اقولها عن المحجبات".

وأشارت الشربيني إلى أن الحديث الذي أثار الجدل جاء بعد لقاءات جمعتها مع محجبات لديهم رغبة في التخلي عن الحجاب لعدم قدرتهم على الاستمتاع بحياتهم الشخصية.

وأنهت حديثها ردًا على موجة الغضب التي أصابت مجموعة من جمهورها من غير المحجبات قائلة: "عندكم ألف حق، حقكم على رأسي".

وتعلق على ذلك أبو القمصان لسكاي نيوز عربية واصفة الاعتذار بـ"الخطوة الجيدة" موضحة أن ذلك يعني انتباه الشربيني إلى الخطأ الذي وقعت فيه.

وبعد ساعات من تقديم الاعتذار أُزيلت مقاطع الفيديو التي تحتوي على تصريحات الشربيني عن غير المحجبات أو أسفها من مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها وبرنامجها.

وتنصح رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، الشربيني بضرورة مراجعة الخطاب العام الذي تقدمه من خلال برنامجها، لأن اندفاعها خلال طرح بعض الموضوعات أحيانًا يأتي بنتائج سلبية.