تستخدم السلطات في إندونيسيا أسلوباً فريداً وغير مسبوق على مستوى العالم في محاربة فيروس كورونا المستجد، حيث يعتمد الأسلوب على "الصدمة" وبث حالة من الذعر والرعب في أوساط الجمهور حتى لا يتساهلوا في الإجراءات الوقائية والاحترازية وحتى لا يجنحوا نحو الاستهتار بالفيروس بما يؤدي إلى انتشار الوباء.
وبحسب تقرير نشرته جريدة "جلف توداي" الصادرة بالإنجليزية، واطلعت عليه "العربية.نت"، فإن مسؤولاً حكومياً محلياً يُدعى ريكي موليانا يرتدي مع ثلاثة من زملائه معدات الحماية الشخصية الكاملة كل يوم في جاكرتا عند التاسعة صباحاً، ومن ثم يرفعون نعشاً خشبياً على أكتافهم، وينطلقون في موكب جنازة في شوارع المدينة المزدحمة.
ويقول التقرير إن التابوت الملفوف بالبلاستيك يحتوي على دمية فقط، ولكن الهدف منه تخويف الناس من الوباء وتذكيرهم بالمصير المحتمل لأعداد كبيرة من السكان في حال استهتروا بالإجراءات الوقائية ولم يتخذوا ما يلزم لحصار الفيروس ومكافحته.
ويقول التقرير: "تحاول السلطات استخدام أساليب الصدمة لجذب انتباه الجمهور وإيصال الرسائل الصحية المهمة إلى الوطن في بلد يسجل فيه أعلى عدد من الوفيات بالفيروس في جنوب شرق آسيا".
وقال موليانا خلال موكب جنازة رمزية في جاكرتا: "إنها وظيفة مرهقة لأن الناس لا يفهمون خطر مرض كوفيد -19".
وعلى مقربة من الجنازة الرمزية يرفع مسؤولون آخرون لافتات ويستخدمون مكبرات الصوت لحث السكان على اتباع البروتوكولات الصحية بما في ذلك ارتداء قناع الوجه الطبي والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وكانت إندونيسيا قد سجلت يوم الخميس الماضي، ارتفاعاً قياسياً يومياً في الإصابات بفيروس كورونا، حيث لديها الآن أكثر من 180 ألف حالة وما لا يقل عن 7750 حالة وفاة. وكانت جاكرتا بؤرة تفشي المرض في إندونيسيا، حيث سجلت ما يقرب من ربع الحالات في رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
وفي أماكن أخرى من البلاد تضمنت التكتيكات المستخدمة لجذب الوعي بالفيروس نشر مجموعة من "الأشباح" للقيام بدوريات في شوارع قرية في جاوا، على أمل أن تدفع الخرافات القديمة الناس للبقاء في منازلهم.
وقال موليانا: "حتى الآن، لا يزال الناس غير مدركين أن استخدام القناع مهم للغاية". وأضاف أنه يأمل في أن تجعل رؤية التابوت الناس يدركون خطورة المرض.