لطالما نعرف أن التمتع بالصحة الجيدة يحسن من صحتنا النفسية ويضفي علينا شعورا بالسعادة، لكن دراسة حديثة تناولت الموضوع من منظور مختلف حيث أثبتت أن السعادة تلعب دورا إيجابيا في تعزيز الصحة البدنية.
وأجريت الدراسة التي استغرقت 6 أشهر، على 155 من المشاركين البالغين تتراوح أعمارهم بين 25 و75 عاما، تم تقسيمهم عشوائياً إلى مجموعتين، إحداهما خضعت لتدخل نفسي إيجابي لمدة 12 أسبوعا بينما الأخرى خضعت لظروف الحياة الطبيعية في انتظار الخضوع للتدخل الإيجابي، حسب ما جاء في موقع "أورجانيك فاكتس" المعني بالصحة.
وركز التدخل الإيجابي للمجموعة الأولى على ثلاثة مصادر مختلفة للسعادة، من بينها جوهر الذات وإيجابياته. وتم ذلك بواسطة طبيب شخصي ومن خلال برنامج عبر الإنترنت.
ثم تابع الباحثون مع جميع المشاركين بعد ثلاثة أشهر، ووجدوا أن المشاركين في البرنامج الإيجابي لمدة 12 أسبوعا ارتفعت لديهم معدلات الصحة البدنية مع تسجيل عدد أيام مرضية أقل، على عكس المجموعة الأخرى التي لم تخضع لأية تدخلات إيجابية سواء عبر الإنترنت أو عن طريق التدخلات الشخصية.
وتعد هذه الدراسة واحدة من أولى التجارب العشوائية التي تشير إلى أن السعادة وزيادة الرفاهية النفسية حتى للبالغين الأصحاء يمكن أن تكون لها فوائد على صحتهم البدنية، على حد قول كوستدين كوشليف الأستاذ بقسم علم النفس بجامعة جورج تاون وأحد القائمين على الدراسة.