عادت إلى الواجهة مسألة التعذيب في السجون الإيرانية وسياسة انتزاع الاعترافات القسرية التي تنتهجها السلطات الأمنية بحق المعتقلين لا سيما السياسيين.
فقد كشفت رسالة بطل الملاكمة السابق نويد أفكاري، الذي ضجت باسمه أمس حسابات الناشطين في إيران، احتجاجا على حكم الإعدام الصادر بحقه، على خلفية مشاركته في تظاهرات أغسطس 2018، أساليب التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون في السجون الإيرانية.
وكتب في رسالته: لقد كانوا يتعمدون خلال فترة التحقيقات التي طالت لما لا يقل عن 50 يوما، أساليب تعذيب شتى، منها وضع لفافة بلاستيكية على وجهي حتى أكاد أن أختنق وأموت، ثم يقومون بإزالتها في لحظة معينة".
كما أشار إلى أن المحققين كانوا يسكبون الكحول في أنفه أيضاً، كإحدى وسائل الضغط والتعذيب لدفعه إلى الإقرار بأفعال لم يرتكبها.
ونشرت وكالة "هرانا" المعنية بحقوق الإنسان في إيران، أمس رسائل وشكاوى وجهها معتقلون إلى السلطات القضائية، عساها تنقذهم، قائلة إنها تكشف أسلوب سلطات النظام الإيراني في تعذيب المعتقلين، من ضمنها شكوى تقدم بها نويد المعتقل مع اثنين من إخوته (وحيد وحبيب).
نويد أفكاري
ولفتت الوكالة إلى أن "سلطات أحد المعتقلات بمدينة شيراز (جنوب إيران) مارست أساليب تعذيب عنيفة بحق المعتقلين الثلاثة الذين يقبعون في السجن على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2018"
يذكر أن عملية انتزاع الاعترافات القسرية من قبل مسؤولي الأمن والقضاء الإيرانيين لا سيما فيما يتعلق بقضايا الاحتجاج، تعرضت لانتقادات متكررة من قبل منظمات حقوق الإنسان
وقد استخدمت تلك الاعترافات القسرية التي يبث بعضها في برامج إعلامية، كثيرًا في إيران، وعلى مدى عقود.
من أحد السجون في طهران (أرشيفية- فرانس برس)
ففي وقت سابق، أصدرت منظمة العدالة من أجل إيران، والاتحاد الدولي لجمعيات حقوق الإنسان في باريس، بحسب ما نقلت شبكة "إيران إنترناشيونال" تقريرًا عشية اليوم العالمي لحماية ضحايا التعذيب، أظهر أنه خلال الـ10 سنوات الماضية، بث التلفزيون الإيراني ما لا يقل عن 860 اعترافًا قسريًا للمواطنين الإيرانيين.
وخلال هذه السنوات، أُجبر 355 شخصًا على الإدلاء باعترافات متلفزة لبثها في وسائل إعلام النظام. وحُكم على بعضهم بالإعدام وعلى البعض الآخر بغرامات باهظة.