الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اقتصاد - من هو العقل المدبر لاختراق حسابات كارلوس غصن؟

من هو العقل المدبر لاختراق حسابات كارلوس غصن؟

الساعة 09:51 مساءً (ann)

كشفت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية، تفاصيل ما وصفته بأنه ”مؤامرة الانقلاب“ التي أطاحت بالرئيس التنفيذي السابق لشركة نيسان موتور اليابانية، اللبناني كارلوس غصن، وعزله في أواخر عام 2018؛ على خلفية مزاعم جنائية بسوء السلوك المالي، قبل أن يهرب من اليابان إلى لبنان بنهاية عام 2019.

وأظهرت وثائق تحقيق استقصائي نشرتها بلومبيرغ، أن العقل المدبر لهذه ”المؤامرة الانقلابية الداخلية“ هو ”هاري ندا“ الماليزي الأصل، الذي سبق وعمل مديرا تنفيذيا في مكتب كارلوس غصن، وترقى في مسؤولياته الإدارية محتفظا بـ ”تكتيكاته العدوانية وولعه بسجائر المارلبورو، وقمصان الأكمام الفرنسية، والكولونيا القوية“، وفقا للوكالة.

وكشف التحقيق أن ”هاري ندا“، الذي كان وصل منصب النائب الأول لرئيس الشركة، برر لنفسه الإطاحة بغصن، بأنها تستهدف تعطيل برنامجه الاستراتيجي في الربط بين شركات نيسان ورينو وهيونداي، باعتبار أن فك هذه العلاقة هو في مصلحة اليابان.


ولتعزيز دعاويه بالشواهد المفترضة، تعاقد ”ندا“ مع شركة فرنسية، دون علم الإدارة أو إدارة التقنيات في الشركة، لاختراق أنظمة كمبيوتر نيسان وحساب البريد الإلكتروني لكارلوس غصن، وكان ذلك قبل أشهر من بدء العمل مع المدعين العامين الذين اعتقلوا لاحقا غصن.

وأظهر التحقيق الاستقصائي أنه في وقت ما في أوائل عام 2018، تعاقد“ ندا“ مع  شركة ويفستون  Wavestone الفرنسية لاقتحام أنظمة الكمبيوتر الخاصة بشركة نيسان وشركائها في التحالف، دون علم مديري تكنولوجيا المعلومات، على حد قولهم.

ظاهريا، كان الغرض هو اختبار دفاعات الأمن السيبراني للشركة، وفقا لتقرير شركة ويفستون الذي نشرته بلومبيرغ. وقد أتاح الاختراق الكومبيوتري القدرة على قراءة اتصالات كارلوس غصن الشخصية، وتحصيل أرقام ومعلومات لم تكن ضمن ملفات الشركة، وهي التي جرى استخدامها في التحقيق الداخلي بمخالفات غصن المزعومة، واتهامه بسوء السلوك المالي.

علما أن هذه الوثائق نفسها أظهرت تصرفات مماثلة لـ “ ندا “ لكنه استطاع اخفاءها أو تبريرها أثناء إدارته للجنة التحقيق الداخلي مع غصن، خصوصا أنه كان لديه اتفاق تعاون مع النيابة العامة، يمنحه الحصانة، كما أفادت بلومبيرغ.

يشار إلى أن كارلوس غصن كان متهما بعدم الإبلاغ عن ما يصل إلى 140 مليون دولار من الرواتب والعلاوات، وإساءة استخدام أموال الشركة، وتحويل ملايين الدولارات إلى حسابات سرية خاصة به.

ويصف التحقيق الاستقصائي عملية هروب غصن من اليابان، بنهاية العام الماضي، بأنها  ”واحدة من أكثر الأعمال جرأة في التاريخ الحديث، حيث تم تهريبه بطائرة خاصة داخل صندوق معدات موسيقية بعملية كلّفت 1.4 مليون دولار، تم تمويلها جزئيا بعملة مشفرة. علما أن هروبه كلّفه أيضا 10 أضعاف ما دفعه نقدا، وهو مبلغ الكفالة التي كان خرج بها من السجن.

ويشير التقرير إلى أن غصن، الذي يصر على براءته، ويقول إنه كان ضحية مؤامرة انقلابية، سينشر ما لديه من التفاصيل في كتاب سيصدر قبل نهاية السنة، وبأكثر من لغة.