أعرب ممثل الأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيتس، عن قلقه البالغ من فتنة طائفية بعد مواجهات منطقة خلدة التي أشعلتها عناصر حزب الله ضد سكان المنطقة، وتسببت في وقوع قتلى وجرحى.
وقال يان كوبيتس في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "ينتابني قلق بالغ إزاء الأحداث في منطقة خلدة. آخر ما يحتاجه لبنان المعذب هو فتنة طائفية.. فتنة تمثل طريقا مؤكدا لكارثة".
وتمكن الجيش اللبناني من السيطرة على الوضع في منطقة خلدة التابعة لمحافظة جبل لبنان، وإيقاف الاشتباكات النارية المسلحة التي اندلعت مساء اليوم وأخذت طابع التوتر المذهبي على خلفية تعليق لافتات ورايات بمناسبة ذكرى عاشوراء.
وسادت حالة من الهدوء المشوب بالحذر منطقة خلدة، واختفت كافة مظاهر حمل الأسلحة النارية في الشوارع، وذلك بعدما انتشرت وحدات القوات المسلحة اللبنانية في أرجاء المنطقة بأعداد كبيرة من ضباطها وجنودها والآليات العسكرية، وقيام الجيش بعمل طوق أمني محكم وتمركزات أمنية متعددة، فضلا عن تدخل وحدات من القوات الخاصة المعروفة بـ"المغاوير".
فتح الطرق وأوتوسترادات السفر الدولية
كما قامت وحدات الجيش اللبناني بفتح الطرق وأوتوسترادات السفر الدولية التي قطعها مسلحون يحملون البنادق الآلية، وعمل الجيش على ملاحقة الأشخاص الذين يطلقون الأعيرة النارية، وتمكنت سيارات الإطفاء والدفاع المدني من الدخول إلى المنطقة لإطفاء النيران التي اندلعت في أحد المراكز التجارية، وسط حماية من وحدات الجيش اللبناني، وذلك بعدما حال تبادل إطلاق النيران بالرشاشات من دخول سيارات الإطفاء لبعض الوقت في ظل التوتر والاضطراب الأمني الذي شهدته المنطقة لعدة ساعات.
من جانبه، أكد "تيار المستقبل" الذي يتزعمه رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، أن أحداث منطقة خلدة وما خلفته من ضحايا وانتشار حالة من الفوضى، وقعت نتيجة السلاح المتفلت والاستفزازات، مناشدا "عشائر العرب" في المنطقة وكافة المناطق اللبنانية الاستجابة لتوجيهات الحريري بالتزام أقصى درجات ضبط النفس والعمل على تهدئة الأمور والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية.
وأشار تيار المستقبل في بيان إلى أن قيادة التيار أجرت اتصالات مع قيادة الجيش والقوى الأمنية المعنية لـ "الضرب بيد من حديد"، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإعادة الأمن والأمان إلى المنطقة، وتوقيف المعتدين على أهلها أيا كانوا.
وطالب التيار من "عشائر العرب" تفويت الفرصة على كل العابثين بأمن اللبنانيين وسلامهم، وعدم الانجرار وراء الساعين إلى ضرب السلم الأهلي من خلال افتعال المشاكل الأمنية.
وكانت الاشتباكات قد بدأت بخلاف بين أشخاص على خلفية تعليق رايات بمناسبة ذكرى عاشوراء وأعلام تخص أحزابا بعينها، قبل أن يتطور الأمر إلى مواجهات بين عناصر موالية لحزب الله من جهة، وأشخاص من العشائر العربية من جهة أخرى، استُخدمت فيها الأسلحة النارية الآلية بصورة كثيفة.