الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - سكان صنعاء تحت ثقل القبضة الداعشية للحوثيين

سكان صنعاء تحت ثقل القبضة الداعشية للحوثيين

الساعة 12:57 مساءً (ann)

لولا أنه كان يحمل وثيقة زواجه، لكان خالد وزوجته أودعا أحد سجون ميليشيا الحوثي، أو اضطرا لدفع عشرات الآلاف، ليفلتا من قبضة النقطة الأمنية، التي تتولى استجواب السكان القادمين من أحد المرتفعات المطلة على صنعاء والتحقق من شرعية وجود رجل وامرأة في سيارة واحدة.

الشاب المتزوج منذ ستة أعوام قرر وزوجته الخروج إلى مرتفعات العشاش المطلة على صنعاء من الجهة الغربية، حيث يخرج معظم سكان الجزء الجنوبي من المدينة إلى هناك في العطلة الأسبوعية للاستمتاع بالأجواء الماطرة والخضرة التي تكسو الهضاب.

لكن الرحلة كانت ستقودهما إلى السجن. فبينما كان الزوجان عائدين إلى منزلهما استوقفتهما أول نقطة تفتيش في شارع حدة، وطلب منهما صورة البطاقة العائلية أو وثيقة زواج، وعندما استنكر طلب مسؤول نقطة التفتيش، رد عليه بعنف «هناك بلاغ عنكم، لأنكم ذهبتم إلى مكان مشبوه»، دخل الرجل في مشادة كلامية مع النقطة كادت أن تسوقه وزوجته إلى الحبس، قبل أن يبرز لهم بطاقته العائلية، التي كانت مصادفة بحوزته، ليتم بعدها السماح لهما بالمرور.

الحادثة تسلط الضوء على أجواء القمع، التي يعيشها سكان العاصمة اليمنية تحت سلطة الحوثيين، والقيود الداعشية، التي تفرضها على المقاهي والمطاعم والتجمعات وفي المؤسسات التعليمية، وصلت إلى حد إلزام المطاعم بتحرير تعهدات كتابية بمنع دخول الشباب أو أي رجل وامرأة ليس لديهما أطفال، ما دفع حتى من يصنفون كونهم أنصاراً لهذه الميليشيا إلى انتقاد ممارساتها، التي يقاومها المجتمع.

ويقول الكاتب حسين الوادعي «إنه وبعد 5 سنوات من الحرب، أحست الفاشية الحوثية أن لديها القوة الكافية لتعميم النموذج المتشدد في كل مكان وخصوصاً صنعاء، فتم منع العزف والحفلات الموسيقية في الأماكن العامة، وهاجموا المدارس الابتدائية، وألغوا الاختلاط بين الأطفال، وفرضوا الحجاب حتى على طالبات الصف الخامس الابتدائي، وراقبوا المقاهي وحصروها على النساء والعائلات».

ويضيف: «فرضوا الخطباء الطائفيين على المساجد، وأنفقوا أموال الدولة في الاحتفالات الطائفية، وزرعوا الأفكار الطائفية داخل المناهج الدراسية»، وتساءل كيف يمكن التعايش مع من يؤمن أن الله اختاره واصطفاه لاستعباد الناس وقهرهم؟!.

وتظهر وثيقة أن ميليشيا الحوثي فرضت غرامة قدرها خمسون ألف ريال يمني على أحد سكان قرية أذرع في محافظة المحويت، لأنه استقدم فناناً لإحياء حفل زفافه، وأخرى لمالك أحد المطاعم في صنعاء وقد وقّع على إقرار أعدته الميليشيا بتخصيص المطعم، الذي يمتلكه للنساء والعائلات التي يرافقها أطفال، ومنع دخول أي رجل مع امرأة أو رجل وحده.

وفي تأكيد على مقاومة سكان المدينة لهذا التوجه، أطلقت مجموعة من الناشطات حملة لفضح ممارسات الحوثيين تحت شعار صنعاء ليست قندهار (في إشارة لحم حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان)، ونشرت إحداهن صورة لامرأة تجمع بقايا الأكل من صندوق القمامة، وكتبت «لا مانع من الاختلاط مع الزبالة، لأن هذا النوع من الاختلاط حلال، ويتوافق مع تعاليم (المسيرة الحوثية)».