سكبتْ وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية ماء باردا على شعلة الترويج الإعلامي التركي المتعلقة باكتشافات للغاز في البحر الأسود سيعلن عنها اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي من المنتظر، بحسب الإعلام الرسمي، أن تفتح أمام الأتراك باب الأمل للخروج من الأزمة الاقتصادية.
وعرضت الوكالة، في تقرير الجمعة، مجموعة بيانات تضع الموضوع في حجمه الطبيعي الذي يؤكد أن جهود التنقيب في البحر الأسود الذي تتشاطأ فيه عدة دول أثبتت طوال العقد الماضي أنها متواضعة وربما غير تجارية، وأن هذا الاعتبار يرجح الآن في ضوء تدني أسعار الغاز وتردد الشركات العالمية ذات الاختصاص في الاستثمار به، خاصة مع نظام تركي قالت بلومبيرغ إنه يتسم بعدم الشفافية في السياسات المالية والنقدية، وهو ما يفرض على المستثمرين الحذر في التعامل معه.
ومن المقرر أن يعقد أردوغان مؤتمرا صحفيا، بعد ظهر اليوم، يعلن فيه ما كان أبلغ به المسؤولين التنفيذيين بقطاع الطاقة، يوم الأربعاء، من أنه سيعلن ”أنباء طيبة“ يوم الجمعة، ستكون إيذانا ببداية ”عصر جديد“ لتركيا.
وأشار تقرير بلومبيرغ إلى أن هوامش هذا الاستكشاف الذي سيعلنه أردوغان ”سلبية بالنظر إلى أسعار الغاز المنخفضة“.
وقالت جولميرا رزاييفا، زميلة البحث في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، إن هذا الموضوع لا يعني ميزة استراتيجية لتركيا. فلدى الدولة عقود استيراد طويلة الأجل على وشك الانتهاء، ويمكن لمثل هذا الاكتشاف تعزيز موقعها في المفاوضات“.
وأشار التقرير إلى أن ما سيتم الإعلان عنه، بحسب ما قاله المسؤولون، هو أن ”تركيا تدخل في المراحل الأولية لإجراء تقييم لاكتشاف الغاز الطبيعي وحجم المخزون ومدى سهولة استغلاله، حيث من المحتمل أن يستغرق الإنتاج سنوات، ويكلف مليارات الدولارات“.
3 سفن حفر بدون خبرة متخصصة
وأشار التقرير إلى أن تركيا اشترت ثلاث سفن حفر في السنوات الأخيرة لأنها وسعت بشكل كبير استكشاف الطاقة في البحر الأسود وتنازعها على مياه شرق البحر الأبيض المتوسط. وهي حريصة على توفير احتياطيات محلية من الطاقة لتخفيف اعتمادها الكبير على الواردات من إيران والعراق وروسيا.
ووصف وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق أخبار أردوغان الموعودة بأنها تمثل ”تحولا في المحور“ بالنسبة لتركيا.
وكان وزير الطاقة فاتح دونمز، قال الشهر الماضي، إن سفينة الحفر فاتح المملوكة لشركة النفط التركية الحكومية TPAO، بدأت التنقيب في ما يسمى بمنطقة تونا -1 ، قبالة بلدة إيريغلي التركية المطلة على البحر الأسود.
وقال إن السفينة تحفر حتى عمق 3500 إلى 4000 متر. ومع ذلك، لا تملك شركة TPAO أي خبرة في إنتاج الغاز في أعماق البحار، ومن المحتمل أن تحتاج إلى تجنيد شركة نفط كبرى لاستغلال أحد الحقول. لكن مع انخفاض أسعار النفط والغاز، فقد تكون اقتصاديات تطوير مثل هذا الاكتشاف أقل جاذبية مما كانت عليه في الماضي.
تجارب الدول الأخرى على البحر الأسود
تقع تونا -1، على بعد حوالي 150 كيلومترا من الساحل التركي، بالقرب من منطقة تلتقي فيها الحدود البحرية لبلغاريا ورومانيا وليست بعيدة عن كتلة نيبتون الرومانية، وهي اكتشاف للغاز تم قبل ثماني سنوات من قبل بتروم وإكسون.
وقال التقرير إن رومانيا تمتلك مشاريع غاز في المياه الضحلة، لكن اكتشافا رئيسيا في المياه العميقة قبل ثماني سنوات لم يتم استغلاله بعد.
كما تقوم شركة مدعومة من مجموعة كارلايل بالتنقيب خارج رومانيا، بهدف الحصول على الغاز في عام 2021. وقد قامت روسنفت بالتنقيب في الجزء الروسي من البحر الأسود ولكن دون نتائج ملموسة.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن تركيا غارقة في نزاعات إقليمية مع اليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط؛ لأنها تبحث عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها. وقد عززت فرنسا وجودها العسكري مؤقتا لمواجهة الخطوات التركية، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يوم الأربعاء، إن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق من التوترات المتزايدة.