مع استمرار عمليات الاغتيال واصطياد الناشطين في شوارع المحافظات العراقية، دانت، الولايات المتحدة بأشد العبارات الاعتداءات الأخيرة التي طالت ناشطي المجتمع المدني ومُحتجين في البصرة، بما في ذلك عددٌ من الاغتيالات المستهدفة.
وأكدت أن تلك الاعتداءات تُعدُ انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان.
كما أعربت عن تأييدها التزام الحكومة العراقية بمحاسبة أولئك المسؤولين بموجب القانون.
وشددت مجدداً على ضرورة تمكين الناشطين المدنيين من العيش والعمل بسلام وأمان دونما خوفٍ من أعمال انتقامية عنيفة ضد نشاطاتهم.
فرنسا تطالب بتقديم الجناة للمحاكمة
من جهتها، دانت السفارة الفرنسية لدى العراق على تويتر بشدة حملة الاغتيالات المستهدفة التي طالت الشباب والقوى الفاعلة في العراق.
وشددت السفارة على أنه يجب معرفة المذنبين وتقديمهم للعدالة لمحاكمتهم.
وأعربت السفارة الفرنسية عن قلقها إزاء الضغوط والترهيب الذي يمارس على الصحفيين وممثلي المجتمع المدني.
الاتحاد الأوروبي يعلق
كما علق سفير الاتحاد الأوروبي في العراق، مارتن هوث، اليوم الخميس، على الاغتيالات التي تستهدف نشطاء الحركة الاحتجاجية في محافظة البصرة بجنوبي العراق. وقال في تغريدة على "تويتر": "أشعر بالحزن الشديد، في عشية السنة الهجرية الجديدة، لرؤية المزيد من الاغتيالات التي تستهدف الناشطين الشباب في البصرة".
وأضاف، أن "إخضاع الميلشيات وجميع العصابات المسلحة للسيطرة وتقديم الجناة للعدالة هو أمر حاسم لأجل مستقبل العراق".
في السياق، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، اليوم الخميس، إن استهداف الناشطين هدفه التخويف وتكميم الأفواه.
وحذرت المفوضية من عودة ظاهرة اغتيال الناشطين المدنيين، والتي تشير إلى ضعف في الأجهزة الاستخباراتية ونقص في المعلومة الأمنية.
حمام دم في البصرة
وتعيش مدينة البصرة، جنوب العراق منذ أيام على وقع الغضب والخوف من حمام الدم الذي بدأ قبل أيام ولا يزال مستمراً.
فمع استمرار حملات تصفية الناشطين، وكان آخرها ليل الأربعاء مع إطلاق مسلحين النار على الطبيبة والناشطة ريهام يعقوب، التي كانت برفقة 3 سيدات أخريات في سيارتها، وسط البصرة، بالإضافة إلى تعرض المتظاهر والناشط فلاح الحسناوي الرسام وخطيبته لمحاولة اغتيال، إثر إطلاق نار من مجهولين يستقلون مركبة من نوع تويوتا، ما أدى إلى وفاة الفتاة وإصابة الحسناوي بسبعِ طلقات مازالت مستقرة في جسده، ارتفعت أصوات الغضب في المدينة مطالبة بمعاقبة القتلة.
أصابع الاتهام لميليشيات إيرانية
ووجهت أصابع الاتهام إلى بعض الميليشيات الموالية لإيران، كما أطلق وسم#البصرة_تذبح، و #جبناء_الكواتم لاستنكار ما يحصل من ترهيب للناشطين والأصوات المناهضة لإيران في المدينة الجنوبية.
وأتى ليل بغداد ليزيد من درجة هذا الغضب أيضاً، مع محاولة اغتيال، الناشط، زيدون عماد، الذي نصب خيمة "نازل آخذ حقي" وسط العاصمة، وكان من أوائل المعتصمين في ساحة التحرير، بالإضافة إلى إحدى المسعفات.
ووسط هذا المشهد القاتم من الاغتيالات، الذي تزامن مع زيارة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، اعتبر عدد من الناشطين العراقيين، أن عودة تلك الجرائم رسالة إلى رئيس الوزراء من قبل بعض الميليشيات الموالية لإيران.
ملاحقة المنفذين
في المقابل، أعلن قائد شرطة البصرة، اللواء عباس ناجي، أنه تم نشر قوات الشرطة في الشوارع والتقاطعات لملاحقة منفذي تلك الجرائم.
يذكر أن اغتيال الطبيبة العراقية التي اشتهرت بمشاركتها في الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت ضد الطبقة الحاكمة، والمحاصصة والفساد في العراق، فضلاً عن سيطرة الميليشيات الموالية لإيران، أتى بعد أيام قليل من مقتل حسين أسامة الخفاجي يوم الجمعة الماضي على يد مسلحين مجهولين في البصرة أيضا.
كما أتى بعد محاولة استهداف الناشطين فهد الزبيدي وعباس صبحي ولوديا ريمون، فضلاً عن الناشطة المدنية رقية الدوسري (الاثنين الماضي).
ما دفع الكاظمي إلى إقالة قادة الشرطة والأمن الوطني بالبصرة، وأمر بفتح تحقيق في أعمال العنف.
يشار إلى أنه منذ أكتوبر العام الماضي، انطلقت في العراق سلسلة واسعة من الاحتجاجات، تخللتها محطات عنف كثيرة، واستهداف ناشطين ومحتجين، سواء عبر القنص أو الاغتيال ليلا، أو حتى الخطف والضرب والتعذيب.