
ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران أكدت، اليوم السبت، أن الحرس الثوري احتجز ناقلة تحمل شحنة مواد بتروكيماوية متجهة إلى سنغافورة في مياه الخليج أمس.
وبعد الفحص، قالت السلطات إن "الناقلة ارتكبت انتهاكا لنقلها شحنة غير مصرح بها".
وفي وقت لاحق اعترفت إدارة العلاقات العامة في القوة البحریة التابعة للحرس الثوري الإيراني أن ناقلة النفط (Talara) تم توقیفها، واعتبرت ذلك تم "حفاظاً على مصالح وموارد الشعب الإیراني".
ووفقاً لوكالة "إيسنا"، أفادت العلاقات العامة للقوة البحریة التابعة لقوات الحرس في بیان أن وحدات التدخل السریع في القوة البحریة، وعند الساعة 7:30 من صباح أمس، وبعد صدور أمر من الجهة القضائیة بتوقیف شحنة ناقلة نفط تحمل الاسم التجاري (Talara) وترفع علم جزر مارشال، قامت برصد تحرکاتها ثم تعقیبها وتوقیفها.
وبحسب البیان، فإن الناقلة كانت تحمل 30 ألف طن من مواد بتروکیماویة ومتجهة إلى سنغافورة، وقد جرى توجیهها صباح الیوم إلى المرسى من أجل النظر في المخالفات.
وأكدت القوة البحریة للحرس الثوري بعد تأخير طال ساعات أن العملیة نُفِّذت في إطار المهام القانونیة ولغایة الحفاظ على المصالح والموارد الوطنیة لإیران وبأمر من السلطات القضائیة، وقد تمت بنجاح.
وحسب البیان أن الإعلان التفصیلي یتطلب استكمال فحص الشحنة وتفتیش الناقلة ووثائقها، مصيفاً أن الجهود التي بذلها عناصر هذه القوة أثمرت عن إثبات مخالفة الناقلة لحمل شحنة غیر مصرح بها.
هذا لم يكشف البيان عن طبيعة المخالفة وعن مصير طاقم السفينة.
عمليات استيلاء سابقة من قبل البحرية الإيرانية
شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في عمليات الاستيلاء التي نفذتها إيران ضد سفن وناقلات تمر عبر مضيق هرمز والخليج العربي وبحر عُمان.
ففي 2024 وحده احتجزت إيران ناقلة النفط St. Nikolas في يناير بخليج عُمان بزعم خضوعها لأمر قضائي يتعلق بنزاع سابق حول شحنة نفط، ثم قامت في أبريل 2024 بالاستيلاء على سفينة الحاويات MSC Aries التابعة لمالكين قالت طهران بأنهم مرتبطون بإسرائيل، بعد إنزال عناصر من مروحية قرب المضيق، قبل أن تطالب لاحقًا بغرامة مالية كبيرة على مالك السفينة.
وفي 2025 تكررت العمليات بوتيرة أعلى، حيث يشتبه بأن قوات مرتبطة بإيران استولت يوم أمس الجمعة على ناقلة النفط Talara أثناء عبورها مضيق هرمز، بينما أعلنت البحرية الإيرانية في يونيو 2025 احتجاز أربع ناقلات بدعوى تهريب الوقود، وتبع ذلك في يوليو 2025 ضبط ناقلة أجنبية في بحر عُمان متهمة بنقل مليوني لتر من الوقود واعتقال طاقمها، إضافة إلى احتجاز ناقلتي Star 1 وVintage في وقت سابق من العام بالتهمة نفسها.
وتشير هذه الحوادث المتتابعة إلى مزيج من الدوافع، إذ تعمل إيران على مواجهة تهريب الوقود المدعوم من جهة، وتستخدم السيطرة البحرية كورقة ضغط استراتيجية في الممرات الحيوية من جهة أخرى، ما قد يؤدي إلى تصاعد مستويات المخاطر الملاحية والتوترات الإقليمية والدولية المحيطة بمضيق هرمز.
يذكر أن آخر عملية احتجاز سفينة من قبل إيران كانت في أبريل 2024، عندما استولى الحرس الثوري على سفينة الحاويات "إم إس سي آريز" أثناء مرورها عبر مضيق هرمز.