تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية العبث بحياة اليمنيين وعدم الاكتراث بحماية المواطنين، وذلك بمنع المنظمات الدولية من توزيع لقاحات الأوبئة والأمراض القاتلة.
وتجسد آخر ما قامت به المليشيا في رفضها استقبال كميات كبيرة من اللقاحات والجرعات الخاصة بمكافحة مرض الكوليرا، الذي يهدد حياة مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء.
ورفض الانقلابيون تنفيذ حملات تحصين ومكافحة لمرض الكوليرا، وشرعوا مؤخراً بإتلاف كميات ضخمة من الجرعات واللقاحات التي كانت ستحمي أطفال اليمن ومواطنيه، بحجة أنها "فاسدة" وغير صالحة.
ودفعت الإجراءات الحوثية المنظمات الدولية الإنسانية إلى اللجوء إلى السلطات الشرعية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وتسليمها نحو 500 ألف جرعة لقاح ضد مرض الكوليرا، بعد أن وجدت عندها الحرص على إنقاذ حياة اليمنيين، الذي لم تجده عند المليشيا الحوثية.
وأكد وزير الصحة العامة والسكان اليمني، الدكتور ناصر باعوم، تسليم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" جرعات لقاحات مرض الكوليرا إلى السلطات الصحية بالعاصمة المؤقتة عدن، للمرة الأولى منذ 25 عاماً.
وأضاف باعوم في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن لقاحات الأوبئة والجرعات كانت تُسلم إلى صنعاء، طيلة العقود الماضية، وهذه المرة الأولى التي يتم تسليمها في عدن.
وأشار وزير الصحة اليمني إلى أن الـ500 ألف جرعة من لقاح الكوليرا، التي قدمتها منظمة اليونيسف للعاصمة المؤقتة عدن، مخصصة لتنفيذ الجولة الثانية من حملة اللقاح الفموي ضد مرض الكوليرا، والتي ستبدأ في 27 يوليو/تموز الجاري في محافظات عدن وتعز والضالع.
ودعا باعوم الجهات المعنية لسرعة تجهيز غرف حفظ اللقاحات الخاصة، في مطار عدن الدولي، ومستشفى الجمهورية العام، لاستقبال كميات اللقاحات الإضافية، في إشارة إلى حرص المؤسسات الصحية في الحكومة الشرعية على توفير البيئة المناسبة لاستقبال اللقاحات والجرعات، الكفيلة بمكافحة الأمراض والأوبئة التي يُخشى انتشارها في المحافظات المستهدفة.
وكانت الأمم المتحدة حذرت في 9 يوليو/تموز الجاري، من عودة تفشي وباء الكوليرا في اليمن، مشيرة إلى تسجيل 705 حالات وفاة يشتبه بأن سببها الكوليرا هذا العام، مقابل 75 حالة وفاة في نفس الفترة من العام الماضي.
وأوضحت أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن تجاوز حتى الآن 460 ألف حالة، ما يمثل ارتفاعاً ملحوظاً عما تم تسجيله العام الماضي، والبالغ نحو 380 ألف حالة تقريباً.