لا تزال تداعيات إعلان إثيوبيا قبل أيام قليلة بدء المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، مع التصريحات السودانية بانخفاض منسوب المياه في النيل تلقي بظلالها على الشارع المصري.
ولعل السؤال الأبرز الذي يردده المصريون هل سنتأثر بالملء الأوليّ؟ وهل سينخفض منسوب المياه عند السد العالي الذي يمد مصر باحتياجاتها من الكهرباء؟
للإجابة عن تلك الأسئلة، أوضح الدكتور عباس شراقي، خبير المياه بمعهد البحوث الإفريقية في القاهرة، أن الفيديوهات والصور التي بثتها إثيوبيا لبحيرة سد النهضة بعد أن وصلت إلى 5 مليارات متر مكعب وحتى الخميس تكشف أن البحيرة الخاصة بالسد امتدت بنحو 35 كيلومتراً بمتوسط عرض 3 كيلومترات وعمق 45 متراً، حيث تتدفق مياه الفيضان من الممر الأوسط للسد بعرض 280 مترا، بعد ضم الممر القديم 120 مترا إلى الكتلة الوسطى الغربية، والتي يصل عرضها 160 مترا .
ماذا يعني هذا؟
تؤكد تلك المعطيات، بحسب الخبير المصري، أن التصريف اليومي من المياه القادمة من إثيوبيا خلال الأسابيع القادمة وبعد انتهاء الملء الأولي لسد النهضة سيصل إلى أكثر من 500 مليون متر مكعب يوميا، وستمر تلك المياه من فوق جسم السد في طريقها إلى النيل، ما يعني تدفق المياه إلى السودان في منتصف أغسطس المقبل بعد توقف لمدة أسبوعين.
وأضاف أن إيراد هذا العام من المياه القادمة من إثيوبيا سيصل مصر متأخراً 3 أسابيع بسبب حجز إثيوبيا لمياه الأسابيع الثلاثة الأولى من فيضانات يوليو، وحجز مياه للسد بنحو 5 مليارات متر مكعب وهو حجم تخزين الملء الأولي، فيما تحتاج المياه الفائضة من الفيضانات وبعد الملء الأولي للسد حوالي 3 أسابيع للوصول من إثيوبيا إلى السد العالي في رحلة طولها 2000 كيلومتر، مشيراً إلى أن مصر لم تتأثر بشكل واضح بما قامت به إثيوبيا مؤخراً .
بوابات السد الأربع
إلى ذلك، ذكر أن معرفة نوايا إثيوبيا في تخزين المياه لملء وتشغيل السد ستتضح في نهاية سبتمبر المقبل، فإذا قامت بغلق بوابات السد الأربع فهذا يؤكد قيامها ببدء عملية تخزين المياه وهو ما يخالف كل نتائج المفاوضات واجتماعات القمة مع الاتحاد الإفريقي، أما إذا عادت المفاوضات الأيام القادمة وتم الاتفاق فسوف يعطي ذلك إثيوبيا شرعية التخزين، مضيفاً أنه إذا لم يتم الاتفاق حتى أول أكتوبر القادم مع غلق البوابات الأربع لسد النهضة فإن ذلك يعد تخزيناً دون اتفاق، ويتصاعد الموقف باعتبار أن ذلك من الأفعال المهددة للأمن والسلم في المنطقة.
كما قال إن الخلاف بين الدول الثلاث هو حول ملء وتشغيل السد خلال موسم الفيضانات التي تأتي من الأمطار الغزيرة، وتهب خلال هذا الوقت من العام وتصل إلى 600 مليون متر مكعب في شهر أغسطس، وتنخفض لتصل إلى 300 مليون متر مكعب في سبتمبر، وتنتهي تماما في نهاية سبتمبر.
وكانت وسائل الإعلام الإثيوبية قد بثت فيديوهات وصوراً تكشف اكتمال المرحلة الأولى من ملء السد.
ووجه رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، تهنئة لمواطنيه على انتهاء المرحلة الأولى من ملء السد.
كما كشفت الصور والفيديو إغلاق فتحات السد السفلية وارتفاع منسوب المياه واقترابها من منسوب الإنشاءات بالسد.