رصد تقرير حقوقي فلسطيني 628 انتهاكا اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في المنطقة مقيدة الوصول في شرق قطاع غزة، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.
وفي التقرير الذي حمل اسم "ممنوع من الوصول"، وثق مركز الميزان لحقوق الإنسان 7 أنماط من الانتهاكات التي اقترفتها قوات الاحتلال في المنطقة التي تمثل 35% من مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة.
والمنطقة مقيدة الوصول أو العازلة تقع شرق قطاع غزة، وتمتد على طول الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل، بطول نحو 62 كم، وبعمق يتراوح بين 300 متر و1500.
حصيلة الاعتداءات في 6 أشهر
ورصد التقرير -حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه- 261 استهدافا إسرائيليا ضد العمال والعاملين في وظائفهم المختلفة، و183 انتهاكا ضد المظاهرات الاحتجاجية، و30 حالة اعتقال، اعتقل خلالها 56 فلسطينيا منهم 15 طفلا، و27 عملية توغل.
ووفق التقرير فإن اعتداءات الاحتلال في المنطقة العازلة أدت إلى قتل 32 فلسطينيا منهم 10 أطفال وامرأة، إلى جانب إصابة 3610، منهم 1205 أطفال و168 امرأة (غالبيتهم من المشاركين في مسيرات العودة) خلال النصف الأول من عام 2019.
أنواع الانتهاكات
وتتنوع أشكال انتهاكات قوات الاحتلال تجاه المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم على امتداد السياج الفاصل، وفق التقرير.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال تقصف بالقذائف المدفعية وتفتح نيران أسلحتها الرشاشة تجاه العاملين في المنشآت الصناعية والزراعية من مزارعين ورعاة أغنام وصائدي عصافير وجامعي حجارة وحديد وبلاستيك "الخردة"، فتوقع بهم الأذى الجسدي، وتحرمهم من مزاولة أعمالهم.
ورصد التقرير 159 حالة إطلاق نار ضد مزارعين وحالة إطلاق نار ضد صائدي العصافير، و41 إطلاق نار ضد رعاة الأغنام، و11 إطلاق نار ضد عمال جمع الحصمة والخردة، و49 عملية قصف وإطلاق نار تجاه مناطق خالية.
تغيير أنماط السكن والعمل
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال تعتقل المواطنين ممن تصل إليهم في المنطقة، فتحتجزهم لفترات مختلفة وتعتدي عليهم بالضرب جسدياً وتوجه لهم الإهانات اللفظية وتحط من كرامتهم الإنسانية.
هذا وتتوغل الآليات العسكرية وتجرّف الأراضي والمنشآت الزراعية والصناعية وتدمّرها، وترش الأراضي الزراعية بالقرب من السياج الفاصل بالمواد الكيماوية، ما يلحق أضراراً فادحة ويتسبب في فقدان آلاف الفلسطينيين لمصادر رزقهم.
وتنعكس تلك الانتهاكات بشكل مباشر على حياة المدنيين الفلسطينيين في تلك المناطق، وبالأخص على المستوى المعيشي، ما أجبر السكّان على تغيير أنماط السكن والعمل، تحديداً لدى المزارعين الذين لجأوا إلى زراعة أراضيهم بمحاصيل لا تحتاج للرعاية المتواصلة، عوضاً عن زراعة المحاصيل المعمّرة التي يكتنف الحفاظ عليها الكثير من المخاطر، وفق التقرير.