في واقعة إنسانية لافتة، فوجئ محمد عبدالعال، معلم الفيزياء والكيمياء المتقاعد من محافظة سوهاج في مصر، بزيارة مفاجئة من عدد من طلابه القدامى القادمين من اليمن.
في واقعة إنسانية لافتة، فوجئ محمد عبدالعال، معلم الفيزياء والكيمياء المتقاعد من محافظة سوهاج في مصر، بزيارة مفاجئة من عدد من طلابه القدامى القادمين من اليمن.
الزيارة، التي أعادت إلى الأذهان سنوات الدراسة الأولى، كشفت عن أثرٍ إنساني عميق تركه المعلم في حياة من علّمهم، رغم تبدّل الأزمان وتطاير المسافات، بعد مرور أكثر من نصف قرن على مغادرته أرض التدريس في جنوب الجزيرة العربية.
كشف عبدالعال، في تصريحات خاصة لموقع "صدى البلد"، أن مسيرته المهنية انطلقت في شبابه، حين أعلنت وسائل الإعلام الكويتية عن حاجة للتعاقد مع معلّمين مصريين ضمن بعثة تعليمية رسمية. وكان حينها حديث التخرج بدرجة بكالوريوس العلوم، فتقدم للمسابقة التي شهدها الآلاف.
وبعد اجتيازه الاختبارات بنجاح، حصل على عقد عمل وتذكرة سفر، لكنه لم يُوجَّه إلى الكويت كما توقّع، بل إلى مدينة عدن، ثم تم نقله إلى محافظة شبوة اليمنية، حيث أمضى سنوات طويلة في التدريس، خصوصًا في مدرسة الشهيد قحطان.
غادر عبدالعال اليمن عام 1989، حاملًا معه ذكريات دافئة عن طلابه، دون أن يخطر بباله أن هذه الذكريات ستعود يومًا لتطرق بابه من جديد.
والحدث المفاجئ وقع حين تلقّى اتصالًا هاتفيًّا من تلاميذه القدامى، الذين نجحوا بعد جهود طويلة في الوصول إليه، بمساعدة عامل سعودي، قادهم إلى زميل لهما كان لا يزال على تواصل مع أحد أعضاء البعثة التعليمية.
يقول عبدالعال، مستذكرًا اللحظة: "فوجئت بأنهم ما زالوا يتذكرونني، وأصروا على زيارتي مهما كانت المسافات بعيدة".
وأوضح أن اللقاء كان بليغ التأثير، إذ اكتشف أن طلابه السابقين قد أصبحوا شخصيات بارزة في مجتمعاتهم:
وأشار إلى أنه لم يتعرف عليهم في البداية بسبب تغيّر ملامح الوجوه بعد عقود من الفراق، لكنه سرعان ما استعاد الذكريات بمجرد أن بدأ الحديث معهم.
وأعرب عبدالعال عن شعوره العميق بالفخر، قائلًا: "شعرت أنني قدمت شيئًا حقيقيًّا للوطن العربي، وأن رسالة التعليم لا تضيع مهما مر الزمن".
واختتم تصريحاته بكلماتٍ مفعمة بالمشاعر: "لا يوجد وفاء أعظم من أن يتذكر طلابك معلمهم بعد كل هذه السنوات، ويعترفون بفضله عليهم. فهذا هو أعظم إنجاز يمكن أن يحققه أي معلم".
المصدر: صدى البلد