جدّد الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، التأكيد على رهان دولة الإمارات العربية المتّحدة على عامل الاستدامة في مشاريعها المستقبلية ذات الطابع الاستراتيجي، مشدّدا على مواصلة إنجاز تلك المشاريع بغض النظر عن الظرف الاستثنائي الذي فرضه وباء كورونا على مختلف دول العالم.
وقال خلال اطّلاعه على سير العمل في محطات براكة للطاقة النووية:
وجاء المشروع الإماراتي للطاقة النووية السلمية، والذي يسير العمل فيه بسلاسة وفق أرفع معايير السلامة الدولية، نتيجة تعاون تكنولوجي أساسي بين الإمارات وكوريا الجنوبية اللتين توسّعت علاقات التعاون بينهما بشكل كبير مستفيدة من برنامج إماراتي يجري تنفيذه منذ سنوات ويهدف إلى جلب أحدث العلوم والتكنولوجيات من مصادرها الصحيحة في الدول الأكثر تقدّما وتوطينها والتحوّل تدريجيا نحو المشاركة في تطويرها وإنتاجها محلّيا.
وتطرّق الشيخ محمّد بن زايد إلى حيوية العلاقات الإماراتية الكورية الجنوبية، قائلا في تغريدة:
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام” عن ولي عهد أبوظبي ثناءه على “الالتزام الذي تحلت به الكفاءات الإماراتية التي تعمل جنبا إلى جنب مع الخبرات العالمية لضمان أعلى معايير السلامة في أولى محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي”، واصفا المشروع بالتاريخي ، ومؤكّدا أنّه سيعزز مكانة الإمارات ودورها الريادي في قطاع الطاقة الصديقة للبيئة المتنامي.
كما لفت إلى الأهمية الاقتصادية والاجتماعية التي يشكلها البرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات إلى جانب إسهامه في مواجهة التحديات التي تفرضها ظاهرة التغير المناخي على المنطقة والعالم.
وينتظر أن تدخل أولى محطات براكة للطاقة النووية طور إنتاج طاقة صديقة للبيئة وضخها على مدار الساعة في شبكة الكهرباء الإماراتية.
وبالإضافة إلى إنتاج الطاقة النظيفة ينتظر أن تشكّل محطات براكة محركا للنمو في الإمارات من خلال توفير الآلاف من الوظائف التي تتطلب كفاءة عالية إلى جانب تطوير قطاع صناعي جديد لدعم تشغيل المحطات على مدى الستين عاما المقبلة.
الإمارات هي أول دولة عربية والثالثة والثلاثون على مستوى العالم التي تمتلك التكنولوجيا النووية لإنتاج الطاقة
واطلع الشيخ محمّد بن زايد على غرفة التحكم الرئيسة في المحطة الأولى التي تمر حاليا بالمراحل الأخيرة من الاختبارات استعدادا لبداية تشغيل المفاعل، والتي تعتبر خطوة في غاية الأهمية لدولة الإمارات تمكنها من إنتاج الطاقة الصدیقة للبيئة باستخدام الطاقة النووية للمرة الأولى في تاريخها.
وقطع المشروع الإماراتي النووي السلمي خطوات كبيرة خلال الفترة الأخيرة حيث حصلت شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة، في فبراير 2020 على رخصة تشغيل المحطة الأولى. وبعد استكمال تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة في مارس 2020، أصبحت دولة الإمارات أول دولة عربية والـ33 على مستوى العالم، التي تمتلك الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة للاستفادة من هذا المصدر المتطور للطاقة الصديقة للبيئة.
وقال الشيخ محمّد بن زايد “نفخر اليوم بالإنجازات الكبيرة التي حققتها فرق العمل المتفانية في محطات براكة للطاقة النووية السلمية”، مؤكدا “أن الثقة بالكفاءات الإماراتية وإمكاناتهم وتفانيهم والذين يعملون جنبا إلى جنب مع الخبراء الدوليين تجعل دولة الإمارات العربية المتحدة تمضي قدما في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الوطنية ذات المستوى العالمي بشكل آمن ومستمر رغم التحديات الحالية التي نواجهها نحن والعالم على حد سواء نتيجة وباء كورونا”.