في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي سوري إلى لبنان بعد سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد، التقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اليوم الجمعة في بيروت نظيره اللبناني يوسف رجي.
ووصف الشيباني زيارته هذه بـ"التاريخية"، في ظل تأكيد البلدين عزمهما فتح صفحة جديدة في علاقتهما بعد عقود من التوتر.
كما قال الوزير السوري للصحافيين بعد لقائه رجّي إن الزيارة "تعبّر عن توجه سوريا الجديد تجاه لبنان". وأكد أن السلطات السورية "تحترم سيادة لبنان ومبدأ عدم التدخل في شؤونه الداخلية". كذلك دعا إلى "تجاوز البلدين عقبات الماضي".
إلى ذلك، التقى الضيف السوري كلاً من رئيس الجمهورية اللبناني، جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، وأوضح أن الجانبين ناقشا ملف السوريين في السجون اللبنانية، فضلا عن ضبط الحدود ومنع التهريب، والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين البلدين، بالإضافة إلى تأمين عودة كريمة للنازحين السوريين.
فيما رافق الشيباني وفد ضمّ عدداً من المسؤولين، بينهم وزير العدل السوري مظهر الويس.
سوريون في السجون
ويقبع نحو 2250 سورياً في السجون اللبنانية، ويشكّلون نحو ثلث إجمالي السجناء"، وفق ما كشف سابقاً مصدر قضائي لوكالة فرانس برس. وأوضح أن "نحو 700 منهم يستوفون شروط التسليم لكن الأمر يتطلب اتفاقية جديدة بين البلدين".
ومن بين هؤلاء السجناء السوريون، مئات الموقوفين بتهم "إرهاب" والانتماء إلى تنظيمات متشددة وفصائل مسلحة، وقد أحيلوا إلى المحكمة العسكرية، وآخرون متهمون بشنّ هجمات ضدّ الجيش اللبناني في مناطق حدودية في ذروة النزاع السوري الذي اندلع عام 2011.
عودة النازحين والحدود
أما فيما يتعلق بالنازحين، فيتواجد في لبنان ما يقارب 1,3 مليون سوري، غالبيتهم نزحوا من سوريا خلال سنوات الحرب الأهلية.
فيما أفادت الأمم المتحدة بأن نحو 294 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى بلدهم منذ سقوط الأسد.
في حين تمتد الحدود بين البلدين على مسافة 330 كيلومترا، متداخلة في بعض المناطق، وكانت تعج بطرقات التهريب غير الشرعية، قبل أن يعمد الجانبان إلى ضبط العديد منها. لاسيما بعدما وقّع لبنان وسوريا في مارس الماضي (2025) اتفاقا من أجل ضبط الحدود بينهما إثر اشتباكات أوقعت 10 قتلى.
يذكر أنه خلال حكم عائلة الأسد، مارست دمشق هيمنة سياسية كبيرة على لبنان دامت ثلاثة عقود، ووُجّهت إليها مرارا أصابع الاتهام باغتيال مسؤولين لبنانيين ومصادرة القرار اللبناني في ظل انتشار قواتها العسكرية فيه.