رحبت محادثات "خليجية - عربية - تركية" بالتزام الرئيس السوري، أحمد الشرع بمحاسبة مرتكبي التجاوزات في محافظة السويداء، مشددة على ضرورة بسط الأمن وسيادة الدولة في المحافظة الواقعة جنوب سوريا.
واتهم الرئيس السوري إسرائيل بـ"خلق الفتن داخل سوريا"، مضيفاً أنها "تسببت في تصعيد الوضع (في محافظة السويداء) بتصرفاتها"، وفي أول تصريح له بعد الأحداث الأخيرة في السويداء والغارات الإسرائيلية التي رافقتها، خاطب الرئيس السوري المواطنين الدروز قائلاً: "نرفض أي مسعى يهدف لجركم إلى طرف خارجي أو إحداث انقسام داخل صفوفنا".
كما رفضت المحادثات المشتركة التدخلات الخارجية في شؤون سوريا كافة، مؤكدين أهمية دعم أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها، والترحيب بالاتفاق الذي أُنجز لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء، مشددين على ضرورة تنفيذه من أجل حماية سوريا ووحدتها ومواطنيها، بما يحقن الدم السوري ويضمن حماية المدنيين، وسيادة الدولة.
وأجرى وزراء خارجية السعودية، والأردن، ودولة الإمارات، والبحرين، وتركيا، والعراق، وسلطنة عُمان، ودولة قطر، ودولة الكويت، ولبنان، ومصر على مدى اليومين الماضيين محادثات مكثفة حول تطورات الأوضاع في سوريا والجهود المشتركة لدعم الحكومة السورية في جهود إعادة بناء سوريا وضمان أمنها، واستقرارها، ووحدتها، وسيادتها.
في السياق ذاته، رحب البيان "الخليجي - العربي - التركي" بالتزام الرئيس السوري بمحاسبة المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين السوريين في محافظة السويداء، ودعم كافة جهود بسط الأمن وسيادة الدولة والقانون في محافظة السويداء وفي جميع الأرض السورية ونبذ العنف والطائفية ومحاولات بث الفتنة والتحريض والكراهية.
كما دان البيان "الخليجي - العربي - التركي" الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا ورفضها باعتبارها خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، واعتداءً سافراً على سيادة سوريا يهددان أمنها واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها ومواطنيها، ويقوض جهود إعادة بناء سوريا بما يحقق تطلعات وخيارات شعبها.
تطورات المواقف "الخليجية - العربية - التركية"، حدثت عقب اندلاع مواجهات بين عشائر البدو ومجموعات مسلحة في السويداء، منذ 13 يوليو (تموز) نتج عنها وقوع انتهاكات بحق المدنيين، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من العسكريين، كما شهدت المحافظة تحركات واسعة لقوى الأمن الداخلي في محاولة لإعادة الاستقرار وضبط المجموعات الخارجة عن القانون، فيما أعلنت الداخلية السورية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يضم 14 بنداً.
وينسجم الموقف العربي التركي كذلك مع ما شهدته سوريا إذ قصفت إسرائيل منذ يوم الاثنين أهدافا سورية عدة قائلة إنها تسعى للدفاع عن الأقلية الدرزية التي تخوض اشتباكات دامية في منطقة السويداء جنوب سوريا، لذلك يشدد البيان "الخليجي - العربي - التركي" بأن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار الإقليميين وأولوية مشتركة.
ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في عملية إعادة البناء، ودعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لضمان انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي السورية المحتلة، ووقف جميع الأعمال العدائية الإسرائيلية على سوريا والتدخل في شؤونها، وتطبيق «القرار 2766»، واتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.