كشفت تقارير صحفية أمس أن شركة طيران الهند تلقت تحذيرات بشأن تركيب مفاتيح الوقود بشكل خاطئ قبل أكثر من ست سنوات من وقوع الحادث الذي أودى بحياة 260 شخصاً.
ويقوم المحققون بالتحقيق في كيفية إيقاف تشغيل مفتاحي الوقود في قمرة القيادة لرحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171 بعد وقت قصير من الإقلاع، مما أدى إلى فقدان كارثي للطاقة وتحطم الطائرة على الأرض.
وتعني "خاصية القفل" الموجودة في المفاتيح أن على الطيارين رفعها قبل تغيير مواقعهم وفق صحيفة ديلي ميل.
لكن تقريراً أولياً صادراً عن مكتب التحقيق في حوادث الطائرات في الهند قال إن هيئة تنظيم الطيران الفيدرالية الأمريكية حذرت شركات الطيران في ديسمبر 2018 من أن مفاتيح الوقود تم تركيبها في بعض طائرات بوينج 737 "مع فصل ميزة القفل".
تحذيرات
وحذرت إدارة الطيران الفيدرالية في نشرة معلومات صلاحية الطيران الخاصة، من أنه "إذا تم فصل ميزة القفل، يمكن نقل المفتاح بين الوضعين دون رفع المفتاح أثناء الانتقال، وسيصبح المفتاح معرضاً لاحتمال التشغيل غير المقصود" وقد يؤدي التشغيل غير المقصود للمفتاح إلى عواقب غير مقصودة، مثل توقف تشغيل المحرك أثناء الرحلة.
وأوصت شركات الطيران بفحص المفاتيح، بما في ذلك "ما إذا كان من الممكن نقل مفتاح التحكم في الوقود بين الوضعين دون رفع المفتاح".
وأشارت الخطوط الجوية الهندية إلى أن مثل عمليات التفتيش هذه لم يتم تنفيذها لأن نشرة إدارة الطيران الفيدرالية كانت "استشارية وليست إلزامية".
تم العثور على مفاتيح التحكم في الوقود المحترق واستعادها المحققون من قمرة القيادة في وضع "التشغيل"، وفقًا لمكتب التحقيق في حوادث الطائرات التابع للحكومة الهندية.
لكن التقرير سلط الضوء أيضاً على أن سجلات صيانة الطائرة تظهر أن وحدة التحكم في الخانق - الجزء من قمرة القيادة الذي يضم مفتاحي الوقود - تم استبدالها في عامي 2019 و2023.
وأضافت أن القرار في كل مرة لم يكن مرتبطاً بالمفاتيح ولم يتم الإبلاغ عن أي عيوب بها خلال العامين الماضيين.
تجويع المحركات
وكشف تقرير IAAB الصادر الجمعة كيف أنه بعد ثوانٍ فقط من الإقلاع، انتقل مفتاحا التحكم في الوقود في طائرة بوينج 787 دريملاينر إلى وضع "القطع"، مما أدى إلى تجويع المحركات من الوقود والتسبب في فقدان الطاقة بالكامل.
وسُمع أحد الطيارين في مسجل صوت الطائرة وهو يسأل زميله الطيار عن سبب قطع إمدادات الوقود، ليرد الأخير بأنه لم يفعل ذلك.
بعد لحظات - مع عدم كفاية الوقت لإعادة تشغيل أحد محركات الطائرة - اصطدمت الطائرة بنزل طبي، لقي نحو 241 راكباً وطاقماً و19 شخصاً على الأرض حتفهم، وكان فيشواش كومار راميش، البالغ من العمر 40 عاماً، وهو رجل أعمال من ليستر، والذي كان يجلس في المقعد 11A، الناجي الوحيد.
سلط التقرير المكون من 15 صفحة الصادر عن مكتب التحقيق في حوادث الطائرات الهندي الضوء على مفتاحي الوقود الصغيرين اللذين يقعان أسفل ذراعي الدفع في قمرة القيادة.
أفاد التقرير أن الطائرة، التي يبلغ عمرها 12 عاماً، والمتجهة إلى مطار جاتويك، أقلعت ضمن حدود وزنها المسموح به، بما في ذلك 54200 كيلوغرام من الوقود. ولكن بعد ثلاث ثوانٍ، نُقلت مفاتيح الوقود فجأةً من وضعية التشغيل إلى وضعية التوقف.
يقول المحققون إن المفاتيح مزودة بخاصية قفل مصممة لمنع تفعيلها عن طريق الخطأ. على الطيار سحب المفتاح لأعلى قبل نقله إلى موضعه الجديد، كما توفر أقواس الحماية مزيداً من الحماية لها من الصدمات العرضية.
وذكر التقرير أن المفتاحين تم تبديلهما بفارق ثانية واحدة، وهو نفس الوقت الذي يستغرقه تحويل أحدهما ثم الآخر، كما أضاف خبير الطيران الأمريكي جون نانس.
اللحظة المروعة
يسلط التقرير الضوء على اللحظة المروعة التي يكتشف فيها أحد الطيارين وقوع خطأ كارثي، أو خلل، أو عمل تخريبي متعمد،"وفي تسجيل صوتي لقمرة القيادة، يُسمع أحد الطيارين يسأل الآخر عن سبب انقطاعه عن الكلام. فأجاب الطيار الآخر بأنه لم يفعل ذلك".
يكشف التقرير أنه في الثواني التي سبقت الاصطدام، أعاد الطيارون مفاتيح الوقود إلى وضع التشغيل، وحاول نظاما إعادة إشعال المحركين، لكن الوقت كان قد فات - فقبل 11 ثانية من الاصطدام، أرسل أحد الطيارين نداء استغاثة: "ماي داي، ماي داي، ماي داي".
رحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171، وجميع المتضررين على أرض مطار أحمد آباد. نواصل دعمنا للتحقيق.
