ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصارمة على الهجرة صاحبها تزايد في سعي المهاجرين المتواجدين حالياً المكسيك، والذين كانوا متجهين إلى الولايات المتحدة، للعودة إلى أوطانهم.
وأظهرت بيانات المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن المنظمة تلقت في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2862 طلباً لبرنامجها للمساعدة في العودة الطوعية، أي أكثر من ثلاثة أمثال الطلبات المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
يكشف هذا العدد القياسي من الطلبات، الذي لم يُبلغ عنه سابقاً، عن تداعيات حملة ترامب الواسعة النطاق على الهجرة، والتي خلفت آلافاً، إن لم يكن عشرات الآلاف، من المهاجرين العالقين في المكسيك.
وهذا أيضاً أول دليل قاطع على تحول في مواقف المهاجرين الذين كانوا يعتبرون أن الفرص المتاحة في الولايات المتحدة تستحق المخاطر التي تنطوي عليها الرحلة شمالاً. ويتوافق هذا التحول مع أرقام حديثة أخرى تُظهر انخفاضاً كبيراً في وقائع اعتقال المهاجرين على حدود الولايات المتحدة الجنوبية.
وقال ألبرتو كابيزاس، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة في المكسيك، إن المنظمة تلقت خلال الشهرين الماضيين طلبات من مهاجرين يسعون للعودة إلى كولومبيا والإكوادور وغواتيمالا وهندوراس وفنزويلا ودول أخرى. ولم يُفصل أسباب هذه الزيادة.
وقال إسرائيل إيبارا، الباحث في مركز "كوليف" المكسيكي للأبحاث، إن هذه الزيادة تعكس المحدودية الشديدة للمسارات القانونية التي يواجهها المهاجرون العالقون في المكسيك. وأضاف "لا توجد لديهم خيارات متاحة".
واتخذ ترامب ابتداء من 20 يناير (كانون الثاني) سلسلة إجراءات رامية إلى الحد من الهجرة، منها فرض حظر شامل على طلب اللجوء للمهاجرين على الحدود الجنوبية وإنهاء بعض المسارات القانونية لدخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
وأدى ذلك إلى تقطّع السبل بآلاف المهاجرين من جميع أنحاء العالم فجأة في المكسيك، مع وجود عدد قليل جداً من المسارات القانونية، إن وُجدت، للوصول إلى الولايات المتحدة.
