لماذا لا تحتوي السيارات الكهربائية على إطار احتياطي؟

في عالم يتجه بسرعة نحو السيارات الكهربائية، يجد الكثير من السائقين أنفسهم أمام مفاجأة غير سارة وهي اختفاء الإطارات الاحتياطية.

إيرا نيولاندر، سائق من غرب لوس أنجلوس، كان يفكر في استبدال سيارته القديمة من طراز فورد إكسبلورر 1997 بسيارة كهربائية أو هجينة، لكنه صُدم عندما اكتشف أن معظم هذه السيارات لا تأتي بإطار احتياطي.

نيولاندر، الذي يعمل مراسلًا متقاعدًا في المحكمة، أرسل رسالة إلكترونية إلى شركة هوندا يعبر فيها عن قلقه وحثها على إعادة النظر في قرارها بعدم تضمين إطار احتياطي في سياراتها الكهربائية، latimes.

وكتب: "لقد أجريت استطلاعًا غير رسمي بين أصدقائي وعائلتي، واتفق الجميع على أن توفير 40 أو 50 رطلاً من الوزن لا يستحق المخاطرة بالوقوف في منتصف الطريق دون إطار احتياطي".

السلامة أم التوفير؟

ردت هوندا على نيولاندر بأن عدم تضمين الإطار الاحتياطي في سياراتها الكهربائية يرجع إلى أسباب تتعلق بالسلامة.

وأوضحت الشركة في رسالتها أن الإطار الاحتياطي يمكن أن يتسبب في إتلاف البطارية الكهربائية في حالة وقوع حادث، ما قد يؤدي إلى فشل البطارية.

لكن خبراء تصميم السيارات يشككون في هذا التفسير، ويرون أن السبب الحقيقي وراء اختفاء الإطارات الاحتياطية هو رغبة الشركات في تقليل الوزن وتوفير التكاليف.

فالإطار الاحتياطي الكامل الحجم يزن ما بين 30 إلى 50 رطلاً، وهو وزن كبير عندما يتعلق الأمر بتحقيق معايير كفاءة الوقود والانبعاثات، (50 رطلاً يساوي حوالي 22.68 كيلوغرامًا).

ظاهرة اختفاء القطع الاحتياطية

ليست السيارات الكهربائية وحدها التي تخلت عن الإطارات الاحتياطية، فحتى السيارات التقليدية بدأت تتخلى عنها منذ سنوات، في عام 2018، أشارت تقارير إلى أن 60% من السيارات التي تم اختبارها كانت مزودة بإطارات مؤقتة صغيرة الحجم، بينما كانت 10% فقط تحتوي على إطارات احتياطية كاملة الحجم.

اليوم، تحولت العديد من الشركات إلى بدائل مثل الإطارات التي لا تتعرض للثقب، أو مجموعات إصلاح الثقب، أو حتى عدم توفير أي بديل على الإطلاق.

وتشمل قائمة السيارات التي لا تأتي بإطارات احتياطية بعضًا من أكثر الموديلات مبيعًا مثل تيسلا، شيفروليه بولت، وفولكس فاغن آي دي.4.

التحديات التصميمية

أحد الأسباب الرئيسية لاختفاء الإطارات الاحتياطية هو التحدي الذي يواجه مصممي السيارات في توفير مساحة لها، فمع زيادة أحجام العجلات في السيارات الحديثة، أصبح من الصعب إيجاد مكان مناسب للإطار الاحتياطي، بالإضافة إلى ذلك، تحتاج السيارات الكهربائية إلى مساحة إضافية لوضع البطاريات، ما يقلل من المساحة المتاحة للإطارات الاحتياطية.

هل نحتاج حقًا إلى إطار احتياطي؟

مع تطور تكنولوجيا الإطارات، أصبحت الإطارات الحديثة أكثر متانة وأقل عرضة للثقب، كما أن أنظمة مراقبة ضغط الإطارات في السيارات الجديدة تنبه السائقين إلى أي مشكلة قبل أن تتفاقم.

يقول الخبراء إن السلوكيات تغيرت أيضًا، فمع توفر خدمات المساعدة على الطريق، أصبح الكثير من السائقين يفضلون الاتصال بشركة تأمين أو خدمة طوارئ بدلاً من تغيير الإطار بأنفسهم.

لكن نيولاندر لا يزال مقتنعًا بأهمية الإطار الاحتياطي، خاصة في الرحلات الطويلة أو في المناطق النائية، ويذكر بتجربته الشخصية قبل عشر سنوات عندما تعرض لإطار مثقوب في الجبال، وولم ينقذه سوى الإطار الاحتياطي.

في النهاية، يبدو أن قرار التخلي عن الإطارات الاحتياطية هو نتيجة لمزيج من العوامل التكنولوجية والاقتصادية والسلوكية، بينما قد تكون هذه الخطوة منطقية من وجهة نظر الشركات المصنعة، إلا أنها تترك بعض السائقين في حيرة من أمرهم، خاصة أولئك الذين يعتمدون على سياراتهم في الرحلات الطويلة أو في الظروف الصعبة.