مازال التوتر في غزة منذ هجمات أكتوبر 2023 يلقي بظلاله على المنطقة، حيث توترت أيضا العلاقات بين مصر وإسرائيل سياسيا ودبلوماسياً.
وزادت أكثر وأكثر عقب تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، ومحاولة إسرائيل الدفع في هذا الاتجاه رغم الرفض العربي.
البلاك كوبرا
فيما انتشرت خلال الأسابيع الماضية فيديوهات عن تمركزات مصرية عسكرية على الحدود مع إسرائيل.
كما نشرت مصر فيديوهات لقوات البلاك كوبرا في عرض عسكري لافت وذي مغزى.
ولذلك بدأ محللون إسرائيليون في شرح كيفية مواجهة مصر التي تنتظر، على حد قولهم، صفقة مرتقبة من الصين قد تغير موازين القوة لصالحها.
إذ نشر موقع "نزيف.نت" الإسرائيلي العسكري المتخصص أمس الخميس تقريرا تحت عنوان "صحوة هارون والاستعداد العاجل المطلوب لمواجهة التهديد العسكري المصري على حدود إسرائيل".
ورأى أن إسرائيل تواجه الآن واحدة من أكبر العمليات العسكرية وأكثرها تكلفة في تاريخها.
كما اعتبر أن مصر تمتلك جيشًا تقليديًا ضخمًا في الجو والبر والبحر خضع للعديد من الترقيات والتحسينات على مدى السنوات الأربعين الماضية، بما في ذلك البنية التحتية التشغيلية الجديدة في سيناء، بالإضافة إلى العشرات من المعابر والأنفاق والجسور الجديدة فوق وتحت قناة السويس التي تم بناؤها منذ عام 2007.
يضاف إليها احتياطيات ضخمة من الوقود والذخيرة والأسلحة المضادة للطائرات والمركبات المدرعة وقطع الغيار.
كذلك لفت إلى أن القاهرة توسعت في المطارات والمواني البحرية والمقرات المحصنة والمخابئ العديدة وغيرها، على نطاق واسع وبميزانيات ضخمة.
حرب أخرى
ودعا المسؤولون الإسرائيليون إلى الاستعداد على وجه السرعة لاحتمال اندلاع حرب أخرى، وتشكيل جبهة دبلوماسية وإعلامية ومالية، وعسكرية وتنموية، لتركيز وتجميع كل الموارد اللازمة، من أجل إيجاد حلول إبداعية وسريعة، وبناء قوة متسارعة وذات صلة فعّالة حتى لو كانت غير متكافئة حسب وصفه - من شأنها أن توفر استجابة تقليدية للتهديد الناشئ.
أتى ذلك، بعدما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن إمكانية حصول مصر على صفقة مقاتلات صينية مزودة بصواريخ من طراز جو جو جي سي 10 يصل مدى الصاروخ الواحد منها إلى نحو 300 كيلو متر. ولفتت إلى أن المقاتلة الصينية تعد الأحدث تطويرا وستضيف قوة هائلة للقوات الجوية المصرية في حالة اكتمال الصفقة. كما ستحقق لمصر ميزات إضافية منها القدرة على ضرب الطائرات المعادية قبل وقت طويل من وصولها إلى مسافة الضرب، وتحويل ساحة المعركة إلى مطاردة من جانب واحد، ويمنح ميزة تكتيكية حاسمة للقوات المصرية.
وفي حال تمت الصفقة ستصبح مصر الدولة الثانية بعد باكستان التي تشتري تلك المقاتلة.
كما جاء كل ذلك بعد تهديدات إسرائيلية وتلويح بسيناريو محتمل لضرب السد العالي في أسوان.
في حين أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" أن مثل هذه التهديدات العبثية غير المسؤولة لا يعتد بها من الأساس.
ومنذ تفجر الحرب في غزة، قبل نحو 16 شهرا توترت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، ورفع الجيش المصري جهوزيته على الحدود في منطقة رفح الحدودية مع القطاع الفلسطيني.