توقع باري بانستر، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة "ستيفل"، أن ينهي سوق الأسهم عام 2025 بمستويات أقل من مستوياته الحالية. وأرجع بانستر هذا الانخفاض المتوقع إلى استمرار التضخم المرتفع الذي سيجبر الاحتياطي الفيدرالي على الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة، بالتزامن مع ضعف النمو الاقتصادي.
يرجح بانستر يتوقع انخفاض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى منتصف مستويات 5000 نقطة بنهاية 2025، مقارنة بمستواه الحالي الذي يقترب من أعلى مستوياته على الإطلاق عند 6070 نقطة. ويُعد بانستر الوحيد بين أكثر من 17 استراتيجيًا مراقبًا بواسطة "ياهو فاينانس" الذي يتوقع انخفاض المؤشر في 2025.
على الرغم من ذلك، يشترك بانستر مع خبراء آخرين في التنبؤ بتراجع السوق في النصف الثاني من العام. على سبيل المثال، توقع توم لي، رئيس الأبحاث في "فاندسترات"، أن يصل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى 7000 نقطة منتصف العام قبل أن يتراجع إلى 6600 نقطة بنهايته، ، بحسب ما نقله موقع "Yahoo Finance" واطلعت عليه "العربية Business".
وأشار بانستر في مذكرته للعملاء إلى أن البيئة الحالية لا تبدو داعمة لاستمرار "الهوس بالأسهم"، مما يجعله يفضل القطاعات الدفاعية مثل قطاعات الرعاية الصحية والمرافق والسلع الأساسية. وأضاف أن النمو الاقتصادي الأبطأ سيعود بالفائدة على هذه القطاعات.
الفيدرالي بين تخفيضات محدودة وأسعار فائدة مرتفعة
يعتقد بانستر أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعيه المقبلين، قبل أن يوقف التخفيضات لفترة طويلة بسبب استمرار التضخم المرتفع والغموض بشأن السياسة المالية. وتشير البيانات الأخيرة إلى تباطؤ وتيرة انخفاض التضخم بعيدًا عن مستهدف الفيدرالي البالغ 2%، ما يدفع الاقتصاديين إلى توقع تخفيضات أقل للفائدة في 2025 مما كان مأمولًا.
النمو الاقتصادي عامل حاسم في أداء الأسهم
يرى محللون أن النمو الاقتصادي للولايات المتحدة، وليس قرارات الفيدرالي فقط، سيكون العامل الرئيسي لتحديد اتجاه سوق الأسهم.
وصرح كبير استراتيجيي الاستثمار في "تشارلز شواب"، كيفن جوردون، بأنه إذا استمر التضخم في مستوياته المرتفعة نسبيًا، وظل الاقتصاد قويًا، يمكن أن يستمر أداء السوق الجيد.
توقع بانستر أن يتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.5% في النصف الثاني من 2025، مشيرًا إلى أن انخفاض الأجور الحقيقية وتباطؤ الاستثمار والصادرات سيؤثر على استهلاك الأسر. وفي المقابل، رأى كريستوفر هارفي من "ويلز فارغو" أن الاقتصاد الأميركي يمكن أن يستفيد من الفرص الدورية، مما قد يدفع المؤشر إلى إنهاء العام عند 7007 نقاط.
العلاقة بين النمو الاقتصادي وأداء الأسهم
أشارت لوري كالفاسينا، رئيسة استراتيجية الأسهم الأميركية في "RBC كابيتال ماركتس"، إلى أهمية تحقيق نمو اقتصادي يتجاوز التوقعات الإيجابية لدعم انتعاش السوق. واستنادًا إلى بيانات تاريخية منذ عام 1947، عندما يتراوح نمو الناتج المحلي الإجمالي بين 1.1% و2%، تنخفض الأسهم في 60% من الحالات بمتوسط 3.4%. بينما عندما يتراوح النمو بين 2.1% و3%، ترتفع الأسهم في 70% من الحالات بمتوسط عائد يقارب 11%.