يكاد كل سوري على وجه الأرض يعرف "حي التضامن" جنوب العاصمة دمشق، الذي شهد إحدى أبشع المجازر على الإطلاق.
ففي حفرة طويلة في هذا الحي الذي تغيرت معالمه جراء الحرب، وطمره الركام، رميت عشرات الجثث لمعتقلين سوريين تمت تصفيتهم من قبل عناصر في الجيش السوري بدم بارد عام 2013.
إلا أنه منذ سقوط نظام حكم الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من الشهر الحالي (ديسمبر 2024)، بدأت المعلومات تطفو عن العديد من الانتهاكات. ففي تلك المنطقة أكد أطفال وسكان محليون للعربية/الحدث أنهم يعثرون يوميا على بقايا عظام يبدو أنها بشرية.
كما أوضحت إحدى السيدات ممن يقطنون هناك، أن تلك العظام تعود بلا شك لمعتقلين ولا بد أن تدفن، بعد أن يعرف أهلها وذووها.
وكانت أكثر من مقبرة جماعية وجثث عثر عليها في أماكن متفرقة في سوريا خلال الأسبوعين الماضيين.
معصوبو الأعين
يذكر أنه في 27 أبريل 2022، نشر مقطع مصور أظهر قتل قوات "الفرع 227" التابع للمخابرات العسكرية، 41 شخصا على الأقل وإحراق جثثهم في حي التضامن بدمشق في 16 أبريل 2013.
كما شوهد أمجد يوسف، ضابط المخابرات الذي ظهر وجهه بوضوح في الصور، وهو يطلق النار على المدنيين الذين تم اعتقالهم معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي.
ثم في أكتوبر 2023، تم الكشف عن أن يوسف، مرتكب المجزرة، لا يزال يعمل في قاعدة عسكرية، حينها أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن منع يوسف وأسرته من دخول الولايات المتحدة في العام نفسه.