قالت إيران، الثلاثاء، إن المواطن الإيراني الألماني جمشيد شارمهد، الذي حكم عليه بالإعدام بتهم الإرهاب، توفي الأسبوع الماضي قبل أن ينفّذ الحكم بحقه.
وقال الناطق باسم السلطة القضائية أصغر جيهانغير في مؤتمر صحافي في طهران "حُكم على جمشيد شارمهد بالإعدام، وكان إعدامه وشيكا، لكنه توفي قبل أن يُنفَّذ".
تعليقاً على هذه التصريحات، قال مسؤول بوزارة الخارجية الألمانية، إن إيران مسؤولة عن موت شارمهد.
وأضاف المسؤول الألماني "خطفت إيران جمشيد شارمهد واحتجزته لسنوات من دون محاكمة عادلة وفي ظروف غير آدمية ومن دون الرعاية الطبية اللازمة. إيران مسؤولة عن موته".
وكان موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية قد أعلن، الأسبوع الماضي، إعدام شارمهد بتهمة "الإفساد في الأرض"، لكن إعلان الإعدام لم يكشف عن مكان تنفيذ الحكم، وهو أمر غير مألوف.
وولد شارمهد في إيران لكنه أصبح مواطناً ألمانياً. وكان يعيش في الولايات المتحدة بشكل دائم. ولا تعترف إيران بازدواجية الجنسية، وأعلنت توقيف شارمهد بعد "عملية معقدة"، دون تقديم تفاصيل.
وكانت قضية جمشيد شارمهد محاطة منذ فترة طويلة بالغموض. ولم يفد أحد من السجناء الآخرين عن رؤيته رغم أن حاملي جوازات السفر الأجنبية معروفون بأنهم يتقاطعون بانتظام في سجن إيفين في طهران. وخلال فترة احتجازه، أجرى جمشيد شارمهد عدداً من المكالمات الهاتفية مع عائلته، لكن لم يُسمح له مطلقاً بالكشف عن مكان احتجازه.
وخلال محاكمته، اتُهم شارمهد بالتورط في هجوم على مسجد عام 2008 في مدينة شيراز (جنوب) أسفر عن مقتل 14 شخصاً، بالإضافة إلى التجسس. ولطالما أكدت عائلته أن شارمهد بريء.
في الولايات المتحدة، ساهم شارمهد في تطوير موقع إلكتروني لحركة معارضة، واستضاف برامج إذاعية تنتقد سلطات طهران.
ورداً على إعلان إعدامه، قررت ألمانيا إغلاق القنصليات الإيرانية على أراضيها، لكن الإجراء لم يشمل السفارة الإيرانية في برلين. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حينها، إن برلين "أبلغت طهران بشكل متكرر وواضح أنه ستترتب على إعدام مواطن ألماني عواقب وخيمة".