تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على مناطق مختلفة من لبنان مخلفة قتلى وجرحة ودمار هائل. وفي آخر التطورات الميدانية، استهدفت غارات إسرائيلية الخميس محيط مدينة بعلبك وقرية قريبة منها في شرق لبنان، كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، بعد إنذار من الجيش الاسرائيلي بإخلائها لليوم الثاني على التوالي.
وأوردت الوكالة أن "الطيران المعادي شن أربع غارات على بلدة دورس ومحيط مدينة بعلبك".
وكان المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي باللغة العربية أفيخاي ادرعي أفاد عن إنذار من الجيش إلى سكان مدينة بعلبك وعين بورضاي ودورس في شرق لبنان، يطلب منهم إخلاءها لأنه "ينوي مهاجمة واستهداف بنى تحتية ومصالح ومنشآت ووسائل قتالية تابعة لحزب الله".
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قتل 6 مسعفين من هيئتين صحيتين تابعتين لحزب الله وحركة أمل في غارات اسرائيلية على جنوب لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيانات منفصلة، ليرتفع بذلك عدد المسعفين القتلى منذ بدء التصعيد في لبنان قبل أكثر من عام إلى 178.
وأعلنت الوزارة مقتل 4 مسعفين من الهيئة الصحية الاسلامية التابعة لحزب الله بعدما استهدف الجيس الإسرائيلي نقطة تجمع لهم في قرية دردغيا في جنوب لبنان.
وقتل مسعف آخر وأصيب اثنان بجروح من الهيئة في غارة اسرائيلية استهدفت آليتهم، بينما أدّت غارة أخرى على آلية لجمعية الرسالة للاسعاف الصحي التابعة لحركة أمل إلى مقتل أحد مسعفيها.
كما استهدفت سلسلة غارات الخميس منطقة الحوش الواقعة جنوب شرق مدينة صور الساحلية، وذلك في أعقاب إنذار أصدره الجيش الإسرائيلي لإخلاء عشر بلدات وقرى في جنوب لبنان.
وسمع دوي أربع انفجارات على الأقل في منطقة الحوش، تزامنا مع حركة نزوح "كثيفة" للسكان وتحديدا من مخيّم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين المجاور والمشمول بإنذارات الإخلاء الإسرائيلية، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وشن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على نحو 150 هدفاً في لبنان وقطاع غزة، حسبما أفاد المكتب الصحفي للجيش الإسرائيلي. وبحسب المكتب أهداف الغارات الجوية في الأراضي اللبنانية كانت مواقع "حزب الله"، وفي غزة استهدفت الغارات البنية التحتية لحركة "حماس".كما استهدفت الضربات، وفقا للبيان، مستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ ومواقع مراقبة ومراكز قيادة وبنى تحتية عسكرية.
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الخميس إن الإنذارات التي يوجهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء مدن من سكانها يُعد "جريمة حرب إضافية" ترتكبها إسرائيل التي تخوض منذ أكثر من شهر مواجهة مفتوحة مع حزب الله.
وقال ميقاتي في بيان "إنّ التهديدات التي يطلقها العدو الاسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو"، موضحا أنه "أبلغ هذا الموقف إلى الهيئات الدبلوماسية الفاعلة طالبا تكثيف الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها".
ونبّهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان الخميس إلى أن الحرب المستمرة في لبنان بين حزب الله واسرائيل قلبت "حياة الأطفال رأسا على عقب"، مشيرة إلى أن طفلا واحدا على الأقلّ يقتل كل يوم في البلاد منذ الرابع من الشهر الحالي.
وقالت المنظمة في بيان "منذ 4 تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام، يُقتل طفل واحد على الأقل كلّ يوم ويُصاب 10 آخرون"، مضيفة أن "آلاف الأطفال الآخرين الذين نجوا جسدياً من أشهر من القصف المستمر(...)يعانون الآن من ضيق نفسي حاد بسبب تصاعد العنف والفوضى من حولهم".