أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، اتصالاً هاتفياً برئيس وزراء جمهورية السودان الشقيقة، الدكتور عبدالله حمدوك، اطمأن خلاله على صحته وسلامته، بعد محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها.
وأكد سموه - خلال الاتصال - رفض دولة الإمارات أي مساس بأمن السودان واستقراره، ووقوفها إلى جانبه خلال المرحلة المهمة والتاريخية التي يمر بها، ودعم الإمارات طموحات الشعب السوداني الشقيق إلى التنمية والتقدم والسلام.
من جانبه، شكر حمدوك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وثمن مواقف دولة الإمارات الداعمة للسودان وشعبه، مؤكداً عمق العلاقات الإماراتية - السودانية، والوشائج الأخوية التي تربط بين البلدين وشعبيهما الشقيقين.
وفي الخرطوم، أكد مصدر أمني، أمس، أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على عدد من المشتبه فيهم، في محاولة اغتيال رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك.
وقال المصدر الأمني إن التحقيق يجري مع المعتقلين منذ ليلة الإثنين، مرجحاً أن يكون التفجير ناجماً عن عبوة يتم التحكم فيها عن بعد. وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على شخصين أجنبيين، دون أن يكشف عن جنسيتهما، في إطار التحقيقات الجنائية حول محاولة اغتيال رئيس الوزراء.
وكانت مصادر شرطية أكدت أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني، صباح الإثنين، تمت عبر التفجير عن بعد، بواسطة عبوة ناسفة تحوي شظايا حادة.
وكشفت المصادر أن مؤشرات التخطيط المبكر للمحاولة تمثلت في مراقبة مسار موكب حمدوك، واختيار تنفيذ العملية عند انحناءة تتطلب التمهل في القيادة.
ونجا حمدوك من محاولة الاغتيال بعد خروجه من مقر إقامته، حيث تعرض موكبه لتفجير وإطلاق رصاص بمنطقة كبري كوبر، شمال شرق الخرطوم.
وأكد وزير الإعلام السوداني، فيصل صالح، في مؤتمر صحافي، أن الحكومة السودانية «ستتعامل بحزم مع كل المحاولات الإرهابية في البلاد».
من جهته، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعاً طارئاً، حول محاولة اغتيال حمدوك، برئاسة رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ومشاركة حمدوك، وحضور كل أعضاء مجلس الأمن والدفاع.
وأكد مجلس الأمن والدفاع السوداني اصطفاف مؤسسات الدولة كافة، في مواجهة العمليات الإرهابية، والمخططات التي تستهدف استقرار السودان وسلامته.
وأوضح المجلس أن تلك العمليات تسعى لإجهاض إرادة الشعب السوداني، ممثلة في قيادات الفترة الانتقالية المنوط بها تحقيق أهداف ثورة ديسمبر، وتهيئة البلاد للانتقال إلى آفاق الممارسة الديمقراطية. وأوضح وزير الداخلية، الفريق أول شرطة الطريفي إدريس دفع الله، في بيان، أن الاجتماع خلص إلى إدانة واستنكار هذه العملية الإجرامية، لما تمثله من مخاطر على أوضاع السودان داخلياً وإقليمياً وعالمياً.
وشدد الوزير على ضرورة تحديد المسؤوليات الأمنية في الحادثة، والتحري الفوري، والاستعانة بالأصدقاء، بما يسهم في كشف المتورطين وتقديمهم للعدالة، ودعا المجلس إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، لتعزيز التأمين ووضع الخطط الكفيلة بضمان أمن وسلامة قيادات الدولة والمواقع الاستراتيجية.
وكان النائب العام السوداني تاج السر علي الحبر، قال إن محاولة اغتيال حمدوك، خُطط لها بشكل احترافي، وإن أجهزة الدولة تعمل على تحديد ملابسات العملية والمسؤولين عنها.
ونددت الأحزاب السودانية بالحادث، واعتبرته محاولة لتقويض الثورة السودانية.
من جهة أخرى، التقى رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، رئيس جهاز المخابرات المصري، اللواء عباس كامل، مساء أول من أمس، وذلك بعد ساعات من تعرض حمدوك لمحاولة اغتيال فاشلة، استهدفت موكبه في الخرطوم.
وبحث اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كل مجالات التعاون المشترك، بما يخدم مصلحة البلدين والإقليم ككل. وقبل ذلك، التقى رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، مدير المخابرات المصري. وأوضح مدير المخابرات الوطني السوداني، الفريق أول جمال عبدالمجيد، أن مدير المخابرات المصري نقل رسالة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى البرهان، تتعلق بالعلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها.
وكشف عبدالمجيد أن الرسالة أكدت وقوف مصر وتضامنها مع الحكومة الانتقالية والأشقاء في السودان، في مواجهة المحاولة الإرهابية التي تعرض لها رئيس الوزراء السوداني حمدوك، ودعماً لاستقرار السودان. وأضاف مدير المخابرات الوطني أن لقاء مدير المخابرات المصري مع رئيس مجلس السيادة ونائبه الأول ناقش عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وضرورة التنسيق في المحافل الإقليمية والدولية.